بعد الزلزال.. الشعوب تمد يد العون لبعضها بعيداً عن مصالح الحكومات المشتركة

في ظل غياب دول عدة عن تقديم مساعدات إنسانية إلى المتضررين؛ جراء الزلزال الأخير، ينظم عدد من الشباب والشابات الناشطين على مواقع التواصل الافتراضي مبادرات فردية؛ لجمع المساعدات وتقديمها بعيداً عن مصالح الحكومات المشتركة.

بعد الزلزال الأخير الذي ضرب شمال كردستان وأجزاء من سوريا والعراق, أرسلت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا قافلتي مساعدات إلى كل من المناطق المحتلة وتلك الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق؛ فيما واجهت القافلتان العديد من العراقيل المتمثلة بتسييس ملف المساعدات.

وإلى جانب مساعي الإدارة الذاتية؛ وتجسيداً لمبدأ أخوة الشعوب وتكافل المجتمعات في مواجهة الأخطار والكوارث؛ جهزت العديد من الفعاليات الشعبية في شمال وشرق سوريا عدة قوافل مساعدات لإيصالها إلى المناطق المتضررة من الزلزال؛ حيث نجحت بعضها في الوصول إلى المناطق المنكوبة.

وقد كثرت المبادرات الفردية من المواطنين عبر مواقع التواصل الافتراضي، التي تدعو إلى مساعدة الشعب السوري في محنته، ورفع الحصار المفروض عليه، بعيداً عن الحكومات التي تقدم مساعدات من خلال مصالحها المشتركة مع دول أخرى، دون النظر إلى حجم الكارثة الذي وقعت على الشعب السوري.

ويؤكد القائمون على المبادرات أن المساعدات التي وصلت إلى تركيا أضعاف مضاعفة عما وصلت إلى الشعب السوري، لذلك نظموا هذه المبادرات الفردية لجمع المساعدات الإنسانية؛ لضحايا الزلزال الذي ضرب سوريا.

ويعمل المتطوعون على توضيب المساعدات قبل إرسالها إلى المناطق المنكوبة في سوريا، حيث يؤكدون بهذه الخطوة أنهم يكسرون الحصار الجائر على الشعب السوري الذي لم يوفر جهداً لدعم لبنان في كل المحن التي مر بها، لا سيما في حرب تموز.

ولأن المبادرات ليست حكراً فقط على الناشطين والإعلاميين، شارك عدد كبير من المواطنين الذين بادروا إلى تقديم المساعدات لضحايا زلزال سوريا، وبعضهم بادر إلى شراء ملابس وأدوية لتقديمها.

ويوماً بعد يوم تثبت الشعوب حضورها في الشدائد لمساعدة الملهوفين، فلم يثنها عن إغاثة المنكوبين أي عقبةٍ أو تحدٍّ، وحماستها لإغاثة المنكوبين جراء الزلزال المدمر كانت جليةً وواضحةً وضوح الشمس، وكأنها ترسل رسالة للعالم مفادها “عندما يكون الحدث إنسانياً، وعندما يستغيث الإنسان بأخيه الإنسان، تسقط كل المحرمات، وتنجلي كل العقبات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى