بعد المؤتمر حول سوريا .. اتفاق روسي أمريكي ما يزال بعيدا

لم يُسفر المؤتمر الوزاري الموسع بشأن سوريا في العاصمة الإيطالية روما عن اختراقات تُذكر؛ ما يدل على أن المسار الإقليمي والدولي ما زال على حاله، رغم التوقعات المتفائلة السابقة بشأنه.

لم يخرج البيان الختامي للمؤتمر الوزاري الموسع بشأن سوريا الذي عقد بالعاصمة الإيطالية روما على هامش اجتماع “مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش”، عن العموميات التقليدية التي تتبناها الدول المُجتمعة، وعلى رأسها الولايات المُتحدة، بشأن سوريا، من الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار وإيصال المساعدات دون عوائق.

وكانت التوسعة التي فرضتها الولايات المتحدة على الاجتماع الوزاري المُصغر بشأن سوريا قد دلت على أن التوجه الأميركي الرئيس يذهب لإعادة هيكلة تحالف دولي – إقليمي للضغط على روسيا وإيران والحكومة السورية للدخول في عملية سياسية حقيقية تنهي “المأساة السورية”.

مراقبون قالوا بأن روسيا متأكدة من التأثير العميق لأي اتفاق سياسي بشأن سوريا على نفوذها شبه المطلق هناك، ولأجل ذلك تماطل في التفاهمات مع الولايات المتحدة, مضيفين أن موسكو تفضل عوضاً عن ذلك تفاهمات بينية مع القوى الإقليمية بشأن سوريا، بالذات تركيا وإيران، عبر ما يسمى مسار أستانة.

بالتالي فإن اجتماع روما الأخير لم يُحدد الآليات التي يُمكن للبلاد المُجتمعة أن تتخذها في حال عدم استجابة روسيا والحكومة السورية لمطالباتها في القطاعات الأمنية والسياسية والإنسانية، بل حصر دعواته في خانة المطالبات فحسب, كما لم يرسم ملامح أي تكتل سياسي للدول المُجتمعة، لتعمل سوية في الأفق المنظور بشأن ما اتفقت عليه خلال الاجتماع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى