بعد عام من أزمة سياسية .. البرلمان العراقي ينتخب رئيساً جديداً للبلاد

مع غياب مقتدى الصدر عن المشهد بشكل تام، اختار البرلمان العراقي عبد اللطيف رشيد رئيساً جديداً للبلاد؛ الذي بدوره كلف محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة العراقية، وهو الشخصية التي رفضها التيار الصدري في وقت سابق لرئاسة الوزراء، وذلك بسبب قربه من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي يعتبر الخصم اللدود للصدر.

بعد أزمة سياسية خانقة استمرت لعام في العراق وفشل الكتل والأحزاب السياسية من تشكيل حكومة جديدة واختيار رئيس للوزراء، وتفاقم الأوضاع بسبب انسحاب التيار الصدري من البرلمان والتصعيد الذي حصل في الشارع، تمكن البرلمان العراقي يوم أمس الخميس، من انتخاب عبداللطيف رشيد رئيساً جديداً للبلاد.

اختيار عبداللطيف رشيد رئيساً للبلاد وتكليف محمد السوداني بتشكيل حكومة جديدة

وبعد انتخابه رئيساً للعراق، كلّف الرئيس الجديد عبداللطيف رشيد الوزير السابق محمد شياع السوداني بتشكيل حكومة جديدة، وفق حزمة التوافق بين الإطار التنسيقي وحلفائه من تحالف دولة القانون والحزب الديمقراطي الكردستاني.

وأمام السوداني الآن 30 يومًا لتشكيل الحكومة، كما يقتضي الدستور. وأعرب السوداني البالغ من العمر 52 عاما من البرلمان عن أمله في تشكيل حكومة “في أقرب وقت”.

بعد ترشيح السوداني لتشكيل الحكومة ماذا سيكون موقف التيار الصدري؟

وكان الإطار التنسيقي أعلن في تموز الماضي ترشيح السوداني لتشكيل الحكومة من البرلمان، إلا أن التيار الصدري رفض ذلك وهو ما أدى بعد ذلك باقتحام أنصار التيار الصدري للبرلمان واعتصامهم بداخله لأيام قبل فكهم للاعتصام بناءً على مطالبة الصدر لهم.

ويتساءل مراقبون عن موقف زعيم التيار الصدري بعد اختيار رئيساً جديداً للجمهورية الذي بدوره كلف السوداني بتشكيل الحكومة، وهل سيعود أنصار التيار إلى التصعيد مجدداً أم أن التيار بات اليوم خارج اللعبة السياسية في العراق بشكل كامل؟.

رفض التيار الصدري لترشيح السوداني لتشكيل الحكومة هو لقربه من نوري المالكي

ويقول محللون سياسيون عراقيون أن رفض التيار الصدري للسوداني هو بسبب قربه من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي؛ الشخصية النافذة في الإطار التنسيقي، الذي يبدو أنه نجح بعد مناورات وتكتيكات سياسية في إبعاد التيار الصدري عن المشهد، وعقد جلسة للبرلمان وانتخاب رئيس جديد واختيار رئيساً للوزراء، وهو الشخصية التي كان يريدها أن تصل لهذا المنصب.

سياسيون: المالكي نجح بإبعاد الصدر عن المشهد السياسي في العراق

وتشدد هذه الأوساط إن التوليفة التي نجح المالكي في التوصل إليها تعتبر انتصارا على الصدر بالدرجة الأولى، خاصة أن زعيم ائتلاف دولة القانون استفاد من استقالة النواب الصدريين لبناء تحالفات جديدة، مستعينا بمن كانوا في صف الصدر وحوّلهم لصالحه.

إصابات بقصف صاروخي على المنطقة الخضراء مع جلسة انتخاب الرئيس .. هل هو إنذار للتصعيد ؟

يشار إلى أنه مع انعقاد جلسة انتخاب الرئيس العراقي، تعرضت المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد، لقصف بتسعة صواريخ كاتيوشا ما أسفر لإصابة 10 أشخاص، وهو ما يعكس حالة التوتر الكبيرة في البلاد، واحتمال أن تعود الأمور للتصعيد مجدداً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى