بعد قطيعة سنوات.. السعودية وإيران تستعيدان علاقاتهما الثنائية بمسعى صيني

عبر مسعًى صيني؛ استعادت السعودية وإيران علاقاتهما الثنائية, وسط ترحيب إقليمي ودولي وحذر من الولايات المتحدة الأمريكية؛ فيما تباينت آراء المحللين حول تبعات الاتفاق.

في بيان ثلاثي مشترك لكل من السعودية وإيران والصين، أُعلن عن استعادة العلاقات الثنائية بين الرياض وطهران، استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ هدفها “دعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار” بين البلدين، وفق بيان.

وقد طرأ هذا المستجد إقليمي الهام، بعد التوتر الكبير الذي رافق السنوات الماضية بين الطرفين، ووصلَ إلى حدود الاشتباك في ساحات المنطقة، وذلك في خطوة يُنتظر أن يكون لها تداعيات سياسية على عموم المنطقة.

ترحيب إقليمي ودولي بالاتفاق.. والولايات المتحدة تحذر من عدم التزام إيران

إلى ذلك؛ رحّبت دول، لا سيما عربية، بالإعلان عن الاتفاق. فيما قالت الولايات المتحدة إنها ترحّب بالاتفاق ولكنها أعربت عن شكوكها في احترام طهران التزاماتها.

كما لاقى الاتفاق ترحيباً من حزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله “الحوثي” اليمنية المدعومة من إيران.

تباين آراء المحللين حول تبعات الاتفاق

في الصدد؛ اختلفت آراء المحللين حول تبعات هذا الاتفاق المفاجئ، ويرى البعض أن التبعات سيتردّد صداها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، إذ أنّ مفاعيله مرتبطة بالكثير من الملفات من حرب اليمن إلى دور الصين في المنطقة.

وقد تظهر آثار الاتفاق مباشرة في اليمن حيث يقاتل تحالف عسكري تقوده السعودية الحوثيين المدعومين من إيران منذ عام 2015. كما ستشمل عملية الانفتاح هذه إعادة حكومة دمشق إلى الحلبة الإقليمية.

ولعل أحد أبرز أوجه الاتفاق هي أنّه جرى التوصل إليه في الصين، التي لطالما كان يُنظر إليها على أنها مترددة في الانخراط في مستنقع دبلوماسية الشرق الأوسط الشائك.

يأتي هذا في الوقت الذي يقول فيه متابعون آخرون إن اتفاقاً لا يضع بنوداً واضحة للحد من نشاط أذرع إيران في منطقة الشرق الأوسط سيكون محكوماً بالفشل.

في حين يرجّح البعض أن تقتصر نتائج الاتفاق على عودة السفراء وتبادل الزيارات بين البلدين ليس أكثر.

محطات في العلاقات السعودية – الإيرانية

  •  تعود العلاقات الدبلوماسية الحديثة بين إيران والسعودية إلى عام 1928
  •  مع الثورة الإيرانية عام 1979، ورفع شعار تصدير الثورة، شهدت العلاقات بين إيران والدول العربية بصفة عامة توترا
  •  قطعت العلاقات بين إيران والسعودية ثلاث مرات؛ في أعوام 1943، 1987، 2016, وكانت القطيعة تستمر لعدة سنوات لتعود مرة أخرى, فيما كان يشوبها فتور عام
  •  في ظل حكم الرئيسين الإيرانيين الأسبقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي, تحسنت العلاقات بين البلدين وأصبحت أكثر دفئا
  •  من العوامل التي دفعت العلاقة بين إيران والسعودية إلى الانحدار مرة أخرى فيما بعد هو برنامج إيران النووي وبروزها على المستوى الدولي
  •  في فترة الرئيسين أحمدي نجاد وحسن روحاني ساءت العلاقات بفعل المنافسات السياسية حيث تم اقتحام السفارة السعودية في طهران وإحراقها عام 2016
  •  استمرت القطيعة لمدة سبع سنوات وبذلت سلطنة عمان والعراق ثم الصين جهوداً لتحسين العلاقات وتقريب وجهات النظر وقد أسفرت تلك الجهود عن إعلان الاتفاق الأخير

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى