بعد مرور 22 عاماً على المؤامرة مازال مخطط ضرب إرادة شعوب المنطقة مستمراً

يصادف يوم غد ذكرى مرور اثنين وعشرين سنة على المؤامرة الدولية التي استهدفت الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط من خلال الضغط على القائد أوجلان وإخراجه من سوريا، واستكملت فصول المؤامرة باعتقال القائد في شباط عام ألف وتسمعئة وتسعة وتسعين وتبدأ مرحلة النضال من أجل الحرية من سجن جزيرة إيمرالي.

تمر اثنتان وعشرون سنة على المؤامرة الدولية التي استهدفت الشعب الكردي ، من خلال إخراج القائد أوجلان من سوريا في التاسع من تشرين الأول عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين، وشاركت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية وعدة دول أخرى في رسم خيوط المؤامرة.

استخبارات عدة دول شاركت في المؤامرة وأدت إلى خروج أوجلان من سوريا

أولى خيوط المؤامرة بدأت في سوريا بعد لقاء الرئيس الأمريكي بيل كلينتون حينها مع الرئيس السوري حافظ الأسد عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين ، وكشفت مصادر بأنه تم في ذلك الاجتماع مناقشة مخطط تصفية أوجلان.

وفي السادس من أيار عام ستة وتسعين أرسلت القوى المشاركة في المؤامرة سيارة مفخخة إلى دمشق لاستهداف القائد لكن المخطط لم ينجح، ولم يتم تحقيق هدف المتآمرين.

بعض الأطراف الكردية شاركت في المؤامرة

بالإضافة إلى عدد من الدول الإقليمية وأجهزة الاستخبارات العالمية، شاركت بعض الأطراف الكردية في المؤامرة، وفي السابع عشر من أيلول عام ثمانية وتسعين تم توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وتم إشراك هذه الأطراف في المؤامرة التي استهدفت أوجلان.

في تلك المرحلة مارست الولايات المتحدة وحلف الناتو واسرائيل وتركيا ضغوط سياسية ودبلوماسية وعسكرية كبيرة ضد سوريا، للضغط على دمشق لإخراج أوجلان من البلاد.

في 9 تشرين الأول عام 1998 اختار أوجلان التوجه إلى أوروبا لتدويل القضية الكردية

ولم يبق أمام أوجلان إلا طريقين ليسلكهما إما الخروج من سوريا والذهاب نحو أوروبا أو التوجه إلى الجبال، وبهدف تدويل القضية الكردية ووضعها في أجندة العالم اتخذ القائد قرار التوجه إلى أوروبا.

في التاسع من تشرين الأول عام ثمانية وتسعين خرج القائد من دمشق بعد التواصل مع بعض الدول، ورسم برنامجا للعمل. وبدأت رحلة القائد إلى اليونان وإيطاليا و روسيا وطاجكستان وعدة دول أخرى.

أمريكا إسرائيل بريطانيا ألمانيا اليونان إيطاليا و روسيا شاركوا في المؤامرة

وتبين فيما بعد بأن هذه الدول أيضاً كانت مشاركة في المؤامرة تحت الضغوط الدولية، وأن التحضيرات التي تم الإعداد لها للتوجه إلى أوروبا لم تكن في مستوى حجم المؤامرة، وكانت أمريكا واسرائيل وبريطانيا والناتو وألمانيا واليونان وإيطاليا وروسيا وغيرها من الدول مشاركة في المؤامرة.

عام 1999 اختطفوا القائد لتبدأ مرحلة النضال في إيمرالي

وبتخطيط من هذه الدول تم اختطاف القائد أوجلان في الخامس عسر من شباط عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين في العاصمة الكينية نيروبي وتم تسليمه للدولة التركية، ليبدأ بعد ذلك مرحلة النضال في إيمرالي.

كان من أبرز أهداف المؤامرة تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تخطط هذه الدول، وكانت سوريا والعراق ودول المنطقة ضمن مخططهم، ولأن القائد كان حجر عثرة أمام تطبيق مخططاتهم حاولوا تصفيته وإزاحته من طريقهم. لكن مرحلة نضال إيمرالي أثبتت بأن المؤامرة فشلت ومخططهم لم ينجح.

ولم تنته المؤامرة باعتقال القائد بل مخططاتهم في ضرب إرادة الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط ما تزال مستمرة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى