بعد 3 سنوات من الانتصار على مرتزقة داعش في الباغوز.. مرتزقة داعش يسعون للظهور من جديد

بعد ثلاثة أعوام على تحرير آخر معاقل مرتزقة داعش في سوريا على يد قوات سوريا الديمقراطية، لا يبدو أن داعش بات من الماضي، حيث ما زالت خلاياه تنشط بشكل مكثف في الشمال السوري، وتنفذ اغتيالات وأعمال عنف وما هجومهم الأخير على سجن الصناعة إلا دلالة على ذلك. وهو ما يهدد بعودته مجدداً، خاصة مع الحديث عن آلاف عناصر داعش المحتجزين والذين ما زال مصيرهم مجهولاً وعشرات الآلاف من أسر وأطفال داعش القاطنين في مخيم الهول أحد أخطر مخيمات العالم، والذي يوصف بدويلة داعش المصغرة.

في الثالث والعشرين من آذار عام ألفين وتسعة عشر، تم الإعلان رسمياً بالقضاء على آخر معاقل مرتزقة داعش في بلدة الباغوز بريف دير الزور شرقي سوريا، على يد قوات سوريا الديمقراطية، وتم الانتقال إلى المرحلة الثانية لمحاربة داعش أي محاربة خلاياه وإعادة إعمار المناطق المحررة وإيجاد حلول لملف محتجزي داعش وعائلاتهم في الشمال السوري وهو ما لم يتم حتى الآن بسبب تجاهل المجتمع الدولي لذلك يبقى خطر عودة داعش في أية لحظة قائماً، وتجسد ذلك في هجومهم الأخير على سجن الصناعة في الحسكة.

حرب السنوات ضد التطرف التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية وقبلها وحدات حماية الشعب والمرأة توجت بالانتصار الكبير في آخر معاقل المرتزقة في الباغوز بعد التضحيات الجسام التي قدمتها قسد وارتقاء الآلاف من المقاتلين والمقاتلات إلى مرتبة الشهادة في سبيل الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وحماية العالم من ظلام داعش.

الآلاف من عناصر داعش انضموا إلى مرتزقة الاحتلال التركي في سوريا

بعد القضاء على مرتزقة داعش انتقل عدد كبير من متزعميه إلى تركيا والمناطق المحتلة من الشمال السوري، كما قتل أبو بكر البغدادي في منطقة إدلب بعيداً عن الحدود التركية بخمسة كليو مترات فقط، والآلاف من عناصر داعش خلعوا زيهم وانضموا إلى المجموعات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي تحت مسمى “الجيش الوطني السوري”، ويستخدمهم الاحتلال التركي لتنفيذ أطماعه في سوريا ودول المنطقة، حيث سبق أن تم إرسالهم إلى ليبيا وأرمينيا واليوم يرسلهم أردوغان إلى أوكرانيا.

الاحتلال التركي يواصل دعم داعش ويحمي قياداته ويموّلهم لينفذوا أطماعه

خبراء في شؤون التنظيمات المتطرفة يرون أن استمرار الأزمة السورية والدعم التركي اللامحدود لمرتزقة داعش وانتقال قيادات داعش الفاعلين إلى المناطق المحتلة في الشمال السوري وإلى الداخل التركي، وممارسة عملهم في قيادة وتوجيه عناصر وخلايا داعش، يساعد داعش على مواصلة نشاطه ويبقى الخطر الأكبر على سوريا والعراق والعالم.

لا يوجد استراتيجية دولية في التعامل مع المناطق المحررة من داعش

غياب استراتيجية دولية واضحة بخصوص المناطق المحررة من داعش وإهمال ملف محتجزي داعش وعائلاتهم في السجون والمخيمات يجعل من طي صفحة داعش أمراً بالغاً في الصعوبة، بالإضافة إلى استمرار الدعم التركي اللامحدود لهم في سوريا.

يجب حل ملف عناصر داعش السابقين وعائلاتهم في الشمال السوري

ويعتقد خبراء في شؤون التنظيمات المتطرفة أن خارطة الطريق للانتهاء من داعش تبدأ من قطع علاقة الاحتلال التركي بالمرتزقة أولاً، وتجفيف منابع تمويلهم، وإيجاد حلول جذرية لملف عناصره المحتجزين في الشمال السوري من خلال استعادة بلدانهم لهم أو إقامة محكمة دولية في الشمال السوري لمقاضاتهم، كذلك إيجاد حل لمشكلة مخيم الهول الذي يوصف بالقنبلة الموقوتة وأخطر مخيمات العالم لأنه يضم عشرات الآلاف من نساء وأطفال داعش، ويوصفون بأنهم جيل داعش الجديد وأكثر خطراً من الجيل السابق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى