بعد 62 عاماً على احتراق سينما عامودا.. يوم المجزرة بعيون شهود العيان

مضى اثنان وستون عاماً على مجزرة سينما عامودا، ولا تزال تفاصيلها عالقة في أذهان أبناء المنطقة، فيما تقول إحدى الشاهدات على الحريق، إن جيلاً كاملاً من أطفال عامودا راح ضحية المجزرة التي ارتكبتها سلطات البعث.

تفاصيل المجزرة التي سببتها السلطات البعثية عام 1960، عندما أحرقت سينما عامودا، لا زالت أجيال روج آفا تتناقلها، على الرغم من مرور 62 عاماً على هذه المجزرة المروعة التي راح ضحيتها أكثر من 280 طفلاً من أبناء الناحية.

الأم فوزية حج أحمد (70 عاماً)، كانت شاهدة على تلك المجزرة المروعة، وكان عمرها آنذاك 8 أعوام، تسرد تفاصيل ذلك اليوم وقالت على لسان ابن عمها الذي دخل السينما باحثاً عن شقيقه: “كانت السينما تحترق، الكثير من الأطفال كانوا قد توفوا اختناقاً وحرقاً، ومنهم من فارق الحياة بعد وقوعه في البئر القريب من السينما”.

وأضافت “بعد الحريق انقطعت الكهرباء عن كافة عامودا؛ دب الحزن في كل بيت، وفي الصباح ذهبنا إلى الجامع لنرى المئات من جنازات الأطفال والضحايا مصفوفة على الأرض، من بينها جنازة سعيد محمد آغا الدقوري الذي استشهد أثناء إنقاذه للأطفال”.

وفي إشارة إلى السياسات القمعية التي كانت تمارسها السلطات البعثية على الكرد آنذاك، أكدت الأم فوزية “مرت المجزرة دون أي موقف، لكن في انتفاضة 2004، غيرت الحال، عندما اتحد الشعب ضد سياسات القمع والظلم والمجازر المستمرة للنظام السوري، والآن نحن أصحاب ثورة، نملك قوى للدفاع عن أنفسنا ضد الظلم بحقنا”.

الجرائم بحق الشعب الكردي مستمرة

وأكدت الأم فوزية أن الدول المعادية لحقوق الكرد الشرعية تستمر في ارتكاب المجازر عبر استخدامها للأسلحة الكيماوية ضد قوات الكريلا، معتبرةً هذه المجازر استمراراً لمجزرة عامودا.

وفي ختام حديثها، شددت الأم فوزية حج أحمد على ضرورة إبداء الشعب لموقف صارم حيال المجازر التي ترتكب بحق الكرد في شخص قوات الكريلا عبر استخدام دولة الاحتلال التركي للأسلحة الكيماوية.

الجدير بالذكر أن موقع مجزرة سينما عامودا تحوّل إلى حديقة تخليداً لذكرى الشهداء، وأُطلق عليها اسم “حديقة الشهداء”، وبات معلماً لفاجعة حريق سينما عامودا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى