انسحبت حكومة أردوغان رسميًا من “اتفاقية إسطنبول” المتعلقة بمنع ومناهضة العنف الممارس ضد المرأة والعنف الأسري، في خطوة أثارت خوف النساء التركيات على حياتهن وحياة أطفالهن.
يبدو أن ملفات المرأة وحقوقها ستظل آخر اهتمامات حكومة أردوغان، رغم التقارير التي تشير إلى العنف المسلط على النساء في تركيا والتي وصلت إلى مستويات مقلقة للغاية.
وفي هذا السياق انسحبت الحكومة التركية رسميًا من “اتفاقية إسطنبول” المتعلقة بمنع ومناهضة العنف الممارس ضد المرأة والعنف الأسري في خطوة أثارت خوف النساء التركيات على حياتهن وحياة أطفالهن.
وكانت السلطات التركية قد أبدت في وقت سابق نيتها الانسحاب من الاتفاقية المذكورة، لتبدأ المظاهرات النسائية الرافضة لهذا القرار في عدة مدن بالبلاد، خلال الفترات الماضية.
في غضون ذلك قالت وسائل إعلام تابعة للحكومة التركية اليوم السبت إن أردوغان انسحب من اتفاقية دولية تهدف إلى حماية المرأة على الرغم من دعوات من نشطاء يعتبرون أن هذه الاتفاقية هي السبيل لمكافحة العنف الأسري المتصاعد.
وحاول نائب رئيس النظام التركي فؤاد أكتاي تبرير قرار الانسحاب بالقول إن بلاده مصممة على الارتقاء بمكانة المرأة في المجتمع مع الحفاظ على النسيج الاجتماعي، دون الحاجة لتقليد الآخرين.
ويقول أنصار أردوغان في تركيا إن الاتفاقية تقوض الهياكل الأسرية وتشجع على العنف، فيما قال منتقدو الانسحاب إنه سيزيد من مخالفة تركيا لقيم الاتحاد الأوروبي، حيث لا تزال مرشحة للانضمام إليه وبالتالي فإن السياسات الحكومية في ما يتعلق بالمرأة ستصعب جهود أنقرة، خاصة وأنها تتزامن مع إجراءات مناهضة للديمقراطية والتعددية.
وحثت العديد من الجماعات الحقوقية على تنظيم احتجاجات في وقت لاحق اليوم السبت، بما في ذلك بأنقرة وإسطنبول بالتوازي مع دعوة الأمينة العامة لمنظمة “سوف نوقف قتل النساء” فيدان أتاسليم عبر تويتر إلى الاحتجاج، مشيرة إلى أن الحكومة تعرض حياة ملايين النساء للخطر بالانسحاب من الاتفاقية، وطالبت القادة الأتراك بالتراجع عن القرار.
وأظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية أن ثمانياً وثلاثين في المئة من النساء في تركيا يتعرضن للعنف من شريك حياتهن، مقارنة بنحو خمس وعشرين بالمئة في أوروبا.
مقتل 6732 امرأة منذ وصول حزب العدالة والتنمية لسدة الحكم
يشار إلى أنه ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا بزعامة أردوغان، قتلت ستة آلاف وسبعمئة واثنتان وثلاثون امرأة، حسب تقرير أعدته المعارضة التركية في ذكرى اليوم العالمي للمرأة في الثامن من الشهر الجاري.
