تصريحات الجولاني تثبت عمق العلاقة بين مرتزقة هيئة تحرير الشام وتركيا

اعتراف الجولاني زعيم مرتزقة هيئة تحرير الشام في ظهور نادر له بتعاون تركي في صد قوات النظام يضعف حجج تركيا في تبرير تدخلها في شمال غرب سوريا.

لم يكن وصف زعيم مرتزقة هيئة تحرير الشام العلاقة بين مرتزقته وتركيا بأنها “تحالف” زلة لسان ولا عثرة قلم كما صورها الكثيرون في ألفين وثمانية عشرة، فمشهد الأحداث في إدلب يوحي بتنامي علاقة خاصة بين الطرفين، عمادها الاعتماد المتبادل في تأمين المصالح.

وعكست تصريحات أبومحمد الجولاني زعيم مرتزقة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها العضوي بتنظيم القاعدة) عمق العلاقة مع تركيا.

وأشاد الجولاني في ظهور نادر له بالوجود العسكري التركي في محافظة إدلب، مؤكدا على أن الشعب التركي معني بالمعركة الدائرة في الشمال السوري؛ لأن نتائجها ستنعكس عليه اقتصاديا وأمنيا وعسكريا.

وتضع تصريحات الجولاني تركيا وأردوغان في موقف صعب، خاصة وأن تركيا تزعم أنها تدعم في إدلب جماعات المعارضة المعتدلة فقط، التي عمليا تكاد تتلاشى.

ويقول محللون إن اعتراف الجولاني بتعاون تركي في صد النظام يضعف حجج تركيا في تبرير تدخلها في شمال غرب سوريا.

وإن التعاون الوثيق بين مرتزقة هيئة تحرير الشام أو النصرة ليس بجديد، بل يعود إلى العام ألفين وثلاثة عشر, ووفرت تركيا للمرتزقة دعما لامحدودا على المستوى الاستخباري واللوجستي والعسكري خلال احتلاله للعديد من المناطق في سوريا، وأبرزها حلب التي اضطرت أنقرة في العام ألفين وخمسة عشر، للتنازل عنها لصالح النظام بعد صفقة مقايضة مع روسيا، مع ضمان انسحاب مرتزقة الهيئة إلى إدلب.

ويقول محللون إن تركيا وبدعمها لمرتزقة هيئة تحرير الشام قطعت خط الرجعة مع روسيا، التي ترى في مرتزقة الهيئة تهديدا كبيرا لابد من إزالته.

ويعتقد المحللون أن روسيا لن توقف عملية إدلب تحت أي ضغط إلى حين استعادة قوات النظام السيطرة على المحافظة والقضاء على هيئة تحرير الشام، مدركين بأن الحالة الوحيدة التي قد تغير موسكو فيها موقفها هي تنفيذ أنقرة التزاماتها بشأن سوتشي لجهة تحييد مرتزقة الهيئة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى