تكاتف الشعوب هزم تحالف المستبدين في سجن الصناعة ودير الزور

يعتبر هجوم مرتزقة داعش على سجن الصناعة عام ألفين واثنين وعشرين، وهجوم خلايا تابعة لحكومة دمشق على دير الزور بعدها بعام، أحد أكبر المخططات التي استهدفت تقويض الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لكن تكاتف الكرد والعرب وباقي مكونات المنطقة أفشل الهجومين.

في مساء يوم العشرين من كانون الثاني عام ألفين واثنين وعشرين، هاجمت خلايا مرتزقة داعش سجن الصناعة في مدينة الحسكة، في استهداف واسع أعدّ له منذ فترة طويلة، هدفه إحياء المرتزقة من جديد.

وفي التفاصيل، بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة كانت متجهة إلى بوابة السجن الرئيسة بعد أن اعترضها الحاجز المؤدي إلى البوابة، ليقوم نحو مئة وخمسين مرتزقاً بالهجوم من ثلاثة محاور، الأول كان في محيط السجن وداخله، والثاني في حي غويران الشرقي، والثالث في حي الزهور.

كما أثار قيام خلايا مرتزقة داعش بتفجير دراجتين ناريتين على البوابة الرئيسة حالة من الفوضى داخل السجن، حيث خلع آلاف المرتزقة أبواب المهاجع وكسروا الأقفال، ولم يكتفوا بذلك، بل توغلوا داخل مدينة الحسكة، ليمتد العنف إلى حيي غويران والزهور.

تدخّل مقاتلون تابعون لقوى الأمن الداخلي وبمساندة من قوات سوريا الديمقراطية على وجه السرعة، وبدؤوا بتطويق بؤر الاشتباك وحصرها، في حملة أطلق عليها اسم “مطرقة الشعوب”، إذ تكاتفت شرائح المجتمع في مؤازرة قوات سوريا الديمقراطية وحماية الخطوط الخلفية لها من عمليات التسلل.

وفي السادس والعشرين من كانون الثاني، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية النصر على خلايا مرتزقة داعش، واستعادة السيطرة على سجن الصناعة، وأوضحت في مؤتمر صحفي أن ثلاثمئة وأربعة وسبعين مرتزقا ممن شاركوا في الهجوم على سجن الصناعة من الخارج والداخل قد قتلوا خلال الاشتباكات، في حين استسلم قرابة الألف منهم.

وكانت القوات قد أكدت ارتقاء مئة وواحد وعشرين شهيداً وشهيدة من مدنيين وقوات عسكرية وأمنية وحراس السجن والعاملين داخله والذين جرى إعدامهم بشكل وحشي.

ولكن مجلس عوائل الشهداء في شمال وشرق سوريا، أكد في بيان اليوم، أنه وبعد عمليات البحث والتدقيق تبين أن عدد الشهداء مئة وأربعة عشر شهيداً وشهيدة.

وبيّنت قوات سوريا الديمقراطية أن قسماً من المهاجمين على سجن الصناعة قدِموا من مناطق سري كانيه وكري سبي المحتلتين من قبل دولة الاحتلال التركي، وآخرين من العراق، وأن إدارة المخطط كانت من خارج الحدود السورية، ما يؤكد تورط الفاشية التركية في التخطيط والتدبير للهجوم.

وبالتزامن مع هجوم خلايا مرتزقة داعش على سجن الصناعة، شن الاحتلال التركي في الخطوط الخلفية هجوماً عنيفاً على إقليم شمال وشرق سوريا وقصف بشكل وحشي كامل الشريط الحدودي.

في تلك الفترة، وبينما كانت قوات سوريا الديمقراطية تجابه المرتزقة، جنّدت حكومة دمشق مرتزقتها ودججتهم بالأسلحة والذخيرة، ليتم إرسالهم من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات وشن الهجمات على قوات سوريا الديمقراطية تحت مسمى “فزعة العشائر”.

وبناء على طلب وجهاء وشيوخ عشائر دير الزور، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية عملية “تعزيز الأمن” في السابع والعشرين من آب عام ألفين وثلاثة وعشرين، لتتمكن القوات بعربها وكردها من دحر المرتزقة وداعميهم، وينتصر تحالف الشعوب مرة أخرى على تحالف الأنظمة الاستبدادية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى