تيكا.. الوجه الخيري الجديد للاستخبارات التركية في ليبيا 

أعلنت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”, تقديمَها مساعدات طبية إلى مدينة الزنتان الليبية، في خطوة تظهر استخدام أنقرة للمنظمات الإنسانية ذات الطابع الاستخباراتي بهدف تمرير مشروعها الاستعماري هناك.

مساعدات طبية قدمتها وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” إلى متضرري الحرب في مدينة الزنتان الليبية، باعتبارها استكمالاً لتنفيذ المشروع الاستعماري لأنقرة عبر الاعتماد على المنظمات الخيرية ذات الطابع الاستخباراتي في هذا البلد الإفريقي الذي أغرقه أردوغان خلال فترة ليست بالبعيدة ومايزال بآلاف المرتزقة, عدا عن الأسلحة على اختلاف أنواعها.

خطوة تركية تحمل في طياتها أهدافاً واضحة المعالم، عبر منظمة خيرية مديرها السابق هو هاكان فيدان، المسؤول الأول عن جهاز الاستخبارات التركية منذ عام ألفين وسبعة وإلى الآن… منظمة “تيكا” أو وكالة التعاون والتنسيق التركية، تأسست كمنظمة إنسانية في عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين بموجب قرار وزاري تركي، وذلك للعمل في مجالات التنمية والاقتصاد والتعليم والإعلام والثقافة وتقارب الشعوب والمجتمعات.

لكن مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في تركيا مطلع عام ألفين وثلاثة، بدأت ملامح وبوصلة “تيكا” تتغير تماما من منظمة خيرية إلى استخباراتية، ومن تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المتضررة إلى تقديم المعلومات والأخبار لأجهزة الأمن التركية.

ويرى مراقبون، أن تركيا الجديدة في عهد حزب العدالة والتنمية، باتت تتحرك باتجاهين: الأول نحو مناطق نفوذها القديمة في القوقاز والبلقان، والثاني نحو دول شمال وغرب إفريقيا ولعل ما يحدث الآن في ليبيا خير دليل على ذلك.

وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي، حسين مفتاح، إن وكالة “تيكا” كانت الوجه المدني الخيري لأي تحرك تركي خارجي، لكن كل ذلك تغير مع تصدر حزب العدالة والتنمية المشهد السياسي وتولى زمام الأمور في تركيا، حيث عمد أردوغان إلى تنفيذ السياسة الاستخباراتية الجديدة من خلال وضع، هاكان فيدان مديرا للوكالة، والذي أعد بدوره رسالة ماجستير تحت عنوان” مقارنة بين نظام الاستخبارات الأميركي والبريطاني والتركي، تحدث من خلاله عن حاجة تركيا الضرورية لشبكة استخبارات خارجية قوية تمتلك القدرة على الانتشار في كافة أنحاء العالم، وتعتمد على عدد ضخم من العناصر تحت غطاء مدني.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى