ثقب سوريا الأسود مجدداً..فظائع صيدنايا لا يتحملها عقل

أزاح تقرير جديد صدر عن رابطة معتقلي ومفقودي المعتقل الستار عن الهرمية العسكرية وتسلسل القيادة والأوامر وتوزع المسؤوليات داخل أحد أكثر الأماكن سرية في البلاد المعروف بسجن صيدنايا أو المسلخ البشري

لا يلبث أن يغيب ما بات يوصف ببيت الرعب السوري كتعبير دقيق الوصف عن الأنظار قليلاً حتى يعود بخفايا جديدة تقشعّر لها الأبدان.

بعد أسابيع من انكشاف أمر تحنيط جثث المعتقلين بالملح في سجن صيدنايا، أزاح تقرير جديد صدر عن رابطة معتقلي ومفقودي المعتقل الستار عن الهرمية العسكرية وتسلسل القيادة والأوامر وتوزع المسؤوليات داخل أحد أكثر الأماكن سرية في البلاد.

رعب التفاصيل..جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية

وأوضحت المعلومات الجديدة تفاصيل التسلسل القيادي في السجن لأول مرة، كما دلّت على المسؤولين عن ارتكاب عمليات التعذيب والقتل الواسعة والممنهجة للمعتقلين هناك، والتي ترقى إلى جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية.

وأورد التقرير تفاصيل جديدة مروّعة حول المعاملة القاسية للمعتقلين في السجن، حيث قضى أكثر من ثلاثين ألف معتقل إما إعداماً، أو نتيجة التعذيب، أو نقص الرعاية الطبية أو الجوع.

معتقل صيدنايا…معسكر الموت

كما يسلط التقرير الضوء على الهيكل التنظيمي للسجن وعلاقته بالأجهزة الأمنية الأخرى، ويوضح دور السلطات التي ترتكب الجرائم بحق المعتقلين وصلاتها بأفرع أمنية، بالإضافة إلى غطاء الشرعية القانونية الذي تمنحه محكمة الميدان العسكري ومحكمة الإرهاب لهذه الإجراءات.

ويظهر التقرير أيضاً الدور الذي يلعبه مستشفى تشرين العسكري في التخلص من جثث المعتقلين عقب إعدامهم،

أما جثث المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب حتى الموت أو توفوا بسبب المرض أو الجوع في زنزانات السجن فيتم تجميعها والاحتفاظ بها لمدة تصل إلى ثمان وأربعين ساعة في “غرف الملح” التي فضح أمرها سابقاً، ثم يتم نقلها إلى مستشفى تشرين العسكري لفحصها وإصدار شهادة وفاة وإرسال الجثث للدفن في المقابر الجماعية في نجها والقطيفة وغيرهما من الأماكن.

وغالباً ما تصدر أحكام الإعدام على المعتقلين عن محاكم عسكرية ميدانية بعد محاكمات موجزة في كثير من الأحيان، تستغرق دقائق معدودة، إذ يعتبر ذلك انتهاكا للمعايير الدولية للمحاكمات العادلة ولا يمكن اعتبارها إجراءات قضائية مشروعة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى