ثورة شمال وشرق سوريا تمكنت من الصمود رغم كل هجمات التصفية التي تعرضت لها

اليوم هو الذكرى التاسعة لانطلاق ثورة خرجت كالسهم نحو الحرية وأخوة الشعوب لتمزق ظلام الاستبداد والتطرف من كل حَدبٍ وصوب, أنها ثورة التاسع عشر من تموز في شمال وشرق سوريا التي لازالت استثناءً؛ عبر تمكنها من الصمود رغم كل هجمات التصفية التي تعرضت لها.

شهد القرن العشرين الكثير من الثورات ضد النظام الرأسمالي المهيمن, ففي إسبانيا وكولومبيا وسريلانكا وفي روسيا، برزت الكثير من الحركات إلا أنها لم تتمكن من الوقوف على قدميها.

تلك الثورات والحركات لم تبخل بالتضحيات وقدمت الملايين من الشهداء في سبيل تحقيق طموحها في الحرية والتحرر من العبودية، ولكن بالرغم من ذلك انتهت دون الوصول إلى ما طمحت إليه.

وقد أسدل الستار على فصل طويل من الصراع بين الحركات الثورية والأنظمة الحاكمة، إما عبر دمج تلك الحركات في النظام أو عبر تصفيتها عسكرياً وفكريا.

وكما لكل قاعدة استثناء، فإن ثورة شمال وشرق سوريا كانت استثناء وتمكنت من الصمود بالرغم من كل هجمات التصفية التي تعرضت لها.

الشعوب التي أعلنت عن ثورتها في التاسع عشر من تموز عام ألفين واثني عشر, تمكنت من الثبات وانتهجت الخط الثالث وأبقت نفسها بعيدة عن الصراع على السلطة، وحافظت على المسافة بينها وبين السلطة على مدار تسعة أعوام من عمرها.

نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حسن كوجر, ربط فشل الثورات في تحقيق أهدافها بتوجهها نحو السلطة والتدوّل الأمر الذي اعتبره انحرافاً أساسياً عن جوهر الثورة.

أما فيما يتعلق بروح هذه الثورة، قال كوجر إن المفهوم الفلسفي للثورة لا يقوم على القضاء على الدولة القائمة وإقامة دولة جديدة مكانها بل يعتمد على بناء مجتمع أخلاقي وسياسي وديمقراطي, عبر الاعتماد على الخط الثالث.

وعن سبل ضمان بقاء ثورة شمال وشرق سوريا على نهجها حدد حسن كوجر شرطين, وهما: حركة تحرر المرأة, وإشراك المجتمع في الإدارة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى