حالة من التوتر والغليان تسود السويداء وتعزيزات عسكرية متزايدة لحكومة دمشق

تسود السويداء حالة من التوتر والغليان خلال الأيام الماضية على وقع غضب شعبي حيث قطع المحتجون الطرق الرئيسية والفرعية في المحافظة، تنديداً بقرارات الحكومة وهتفوا ضد الحكومة بل وتطورت الشعارات لتنادي بإسقاطها وسط استقدام القوات الحكومية تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المحافظة.

جاءت الاحتجاجات والمظاهرات العارمة في السويداء لتؤكد الموقف الحقيقي لسكان المحافظة الجنوبية من الحكومة على الرغم من القرار الحكومي الأخير الذي حرم عشرات آلاف العائلات السورية في المناطق الحكومية من الدعم والذي كان سبباً مباشراً لاشتعال موجة الحراك الشعبي في السويداء.

ولكن ما خفي أعظم فالمحافظة ذات الأغلبية الدرزية تعيش على صفيح ساخن منذ سنوات جراء الاهمال الحكومي حالها كحال بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة فلا كهرباء ولامحروقات وارتفاع جنوني بأسعار المواد الرئيسية والغذائية وكل ذلك يأتي مع انهيار الليرة السورية المرتبطة بشكل مباشر ببورصة الأسعار.

هذه التحركات تنذر بمواجهة عسكرية مرتقبة ضمن حل أمني تعتاد الحكومة على تنفيذه في أي حراك شعبي ضدها واحتمالية انزلاق الوضع نحو منحى خطير، لا سيما أن رقعة الاحتجاجات تتوسع بالتزامن مع دعوات لتنفيذ اعتصامات ضخمة.

ولعل ما يميز الاحتجاجات هذه المرة في السويداء أن من بدأها الطبقات الفقيرة المسحوقة وقد خرجت بطريقة عفوية وغير منظمة حتى الآن، انطلاقاً من قرية نمرة وشهبا بريف السويداء، لتنضم قرى أخرى لها حتى وصلت إلى مركز مدينة السويداء.

وأعادت الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية في السويداء تسليط الضوء مرة أخرى على الفشل الحكومي في معالجة القضايا الداخلية التي يعاني منها المواطن السوري.

بدورها تسعى روسيا لاحتواء المظاهرات الحاشدة حيث زار وفد عسكري روسي المحافظة، فيما أكدت مواقع إخبارية محلية نقلا عن مصادرها التي وصفتها بالخاصة، أن الجانب الروسي يعمد إلى التقارب في السويداء عبر تدخله مؤخراً في مجال المساعدات الإنسانية، والتقارب من الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية من خلال عدة زيارات أجرتها قوات روسية إلى شيوخ الطائفة في السويداء مؤخراً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى