حديث بارد وتأجيل اللقاء الوزاري.. مسار التقارب بين دمشق وأنقرة يراوح مكانه

شهدت الأيام الماضية غياب شبه تام؛ للحديث عن تقارب دولة الاحتلال التركي مع حكومة دمشق، كما تم تأجيل لقاء وزيري خارجية دمشق وأنقرة دون تحديد موعد واضح ومحدد لهذا اللقاء.

بعد أكثر من عقد من حرب الفاشية التركية على سوريا، تحاول روسيا جاهدة؛ التقريب بين الاحتلال وحكومة دمشق، ولعل لقاء وزير الحرب التركي، خلوصي أكار مع وزير دفاع حكومة دمشق، علي محمود عباس في موسكو، كان من ضمن هذا المسار.

وعن مسار التقارب، تحدث الباحث في الشأن التركي، الدكتور محمد نور الدين، قائلاً: “على الرغم من التصريحات التي صدرت من وزارات الدفاع الثلاث التي وصفت اللقاء بالإيجابية، لكن وجدنا فيما بعد أن خارطة الطريق، لم تسر كما كانت ترغب تلك الدول، وتم تأجيل لقاء وزراء الخارجية”.

وعن تأجيل لقاء وزراء الخارجية أوغلو والمقداد، رأى نور الدين أن الاجتهادات تباينت حيال الأسباب التي أدت إلى التأجيل، وما إذا كان هنالك من عثرات وعراقيل تحول دون ذلك، مشيراً أن حكومة دمشق كانت تنتظر من الاحتلال التركي خطوات عملية لاستكمال هذا المسار، من خلال التزام الاحتلال بسحب جيشه من سوريا وضرب المرتزقة الإرهابيين في إدلب والمناطق التي تحتلها تركيا.

وأكد نورالدين أن الأتراك رفضوا ما يمكن تسميته شروط دمشق، ليس في رغبة مزاجية في ذلك، ولكن الرغبة التركية في المصالحة مع دمشق لم تكن جدية، وإنما أراد أردوغان أن يستخدم ورقة التقارب في حملته الانتخابية نحو الرئاسة.

كما لفت إلى أن حكومة دمشق لم يكن بمقدورها أن توافق على استكمال المسار السياسي عبر لقاء وزراء الخارجية، ومن دون أن يحصل على ضمانات جزئية تعكس التزام الاحتلال بخارطة طريق واضحة ومجدولة زمنياً، يمكن البدء بتنفيذها من الآن حتى الانتخابات الرئاسية وبعدها.

وأضاف: “التركي لم يحصل (كما كان يتوقع) على هرولة وإسراع من قبل دمشق نحو لقاء وزراء الخارجية وحتى لقاء الرؤساء، وفوجئوا بالموقف الصلب لدمشق، من عدم الرغبة في مواصلة المسار السياسي من دون التزامات وضمانات من تركيا لتلبية جزء من مطالب سوريا”.

لافتاً أن إيران, كذلك, ترفض استكمال المسار السياسي من دون أن تشارك هي في هذا المسار، وبشرط أن ينتج عن هذا المسار انسحاب تركي ولو تدريجي من الأراضي السورية، وضرب المجموعات الإرهابية في المناطق المحتلة.

واختتم الدكتور محمد نور الدين، حديثه بالقول: “تركيا بالأساس، لم تكن راغبة وغير جدية في المصالحة مع دمشق، وكل تصريحاتها كانت لغايات انتخابية، التي لا تمت بأي صلة بالمصالح الوطنية السورية، ولذلك لم تدخل أنقرة في صفقة جدية مع سوريا”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى