​​​​​​​حصار حكومة دمشق يهدد المهن في مقاطعة الشهباء

تواصل حكومة دمشق حصارها المشدد على مقاطعة الشهباء، مهددة كل أمل بتغيير الأحوال نحو الأفضل، فالحصار يعرقل ويهدد مهنة صناعة الأحذية التي يسعى ممتهونها إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنطقة من هذه السلعة.

لا تختلف أحلام وطموحات الشباب في الشهباء عن أحلام وطموحات أقرانهم في أي مكان في العالم؛ فهم يحلمون بعمل ومردود مادي يساعدهم على العيش في أمان، إلا أن كل هذه الأحلام تتبدد عند أول مواجهة مع واقع منهك بالحرب والحصار.

عندما هُجِّر 350 ألف من أهالي عفرين نحو الشهباء؛ نتيجة احتلالها من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في آذار 2018، كان المواطن محمد علي واحداً منهم، حيث ترك – كما جميع المهجّرين – كل ممتلكاته وراءه.

وفي مقاطعة الشهباء التي كانت ولا تزال تفتقر بدورها، لمقومات الحياة على مختلف الأصعدة، ناهيك عن بيوتها شبه المدمرة وبنيتها التحتية المتضررة جراء الحرب التي دارت على أرضها خلال الأعوام المنصرمة. تفاجأ محمد علي بالارتفاع الكبير للأسعار، من بينها الأحذية التي يمكنه صنعها وبتكاليف أقل.

دفعه هذا الأمر منذ عام ونصف العام، إلى افتتاح ورشة صغيرة في ناحية الأحداث بالشهباء، لصناعة الأحذية وتوزيعها في السوق وبسعر أقل من الأحذية القادمة من حلب.

ويؤكد محمد علي، أن ارتفاع أسعار الاحذية القادمة من حلب كان يعود أساسا إلى فرض قوات حكومة دمشق إتاوات كبيرة على البضائع التي كانت تدخل المنطقة، واستغلال بعض التجار لهذه الإتاوات من أجل رفع أسعار السلع أكثر.

وأثار حصار حكومة دمشق حفيظة محمد علي الذي أراد عبر فتح ورشته، كسر الأسعار المرتفعة للأحذية، ويقول في هذا السياق: “قررت منذ ما يقارب العام ونصف العام، فتح ورشة صغيرة لصناعة الأحذية، لتوفير الأحذية في الأسواق، وكسر أسعارها المرتفعة، ولتحقيق الاكتفاء الذاتي في الشهباء وشيراوا”.

ويعمل في الورشة 20 عاملاً، يصنعون في اليوم الواحد ما بين ستين وسبعين حذاءاً. ولكن لا يخلو الأمر من صعوبات، أهما الحصار الذي يؤدي بحسب محمد علي إلى عدم التمكن من الوصول إلى المواد الأولية التي تدخل في صناعة الأحذية، وعدم توفر مادة المازوت وارتفاع سعره إن توفر، الأمر الذي يتسبب بتوقف ورشته.

حكومة دمشق تواصل حصارها وتمنع مرور مواد الترميم إلى الشيخ مقصود

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى