حكومة دمشق ماضية في تعنتها وترفض الاعتراف بالتعددية الثقافية في البلاد

زعم وزير التربية التابع للحكومة السورية أن الأخيرة تدرس السماح بتدريس اللغة الكردية وغيرها من اللغات لساعات محدودة في المدارس، الأمر الذي يؤكد أن عقلية هذه الحكومة لم تتغير رغم كل الدمار والمآسي التي عانت منها سوريا وشعبها وفقاً لمراقبين.

عقب كل هذا الدمار في البلاد وتشريد الملايين من السوريين في البلدان المجاورة والأوروبية، خلال سنوات الحرب الطويلة، لا زالت الحكومة السورية في دمشق على ما يبدو متمسكة بعقليتها الإقصائية والقائمة على عدم الاعتراف بالغير المختلف عن فكره القوموي السلطوي الضيق.

وقد اتضح ذلك في تصريحات وزير التربية في الحكومة السورية، دارم طباع، الذي زعم أن الحكومة ستسمح بتدريس اللغة الكردية في المدارس لبضع ساعات، إن رغب الأهالي بذلك, حسب قوله، ما يشير إلى أن عقلية هذه الحكومة لا زالت تنظر إلى ممارسة الحقوق الطبيعية للغير المختلف عنه في كنفه، كمنة لا كاستحقاق تكفله القوانين البشرية وحتى الشرائع الإلهية للإنسان.

وزير تربية الحكومة: الحكومة ستدرس اللغة الكردية وغيرها لساعات فقط في المدارس

وادعى طباع، في كلمة له أمام نواب “مجلس الشعب” التابع للحكومة، يوم أمس، أن الحكومة تعمل مع المنظمات الدولية لإعادة المدارس التابعة للإدارة الذاتية إليها، زاعماً أنه سيتم تدريس اللغات الكردية والسريانية والآشورية لمدة ساعتين في المدارس، في حال طلب الأهالي.

المدارس التي تديرها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تميزت على مدار سنوات؛ رغم تجربتها القصيرة وإمكاناتها المتواضعة، تميزت بأنها تدرس مناهجها باللغات الأم لشعوب المنطقة دون استثناء، وتعتبر ذلك حقا من الحقوق الطبيعية للإنسان وغنى للثقافة.

إلا أن المنظمات الدولية المعنية تتغاضى عن تقديم الدعم لمئات الآلاف من الطلبة في شمال وشرق سوريا، فضلاً عن عدم اعترافها بالنظام التعليمي في المنطقة, مناقضة بذلك رسالتها التعليمية والمعرفية وحتى منطلقاتها القائمة على حق الإنسان في التعلم بلغته الأم، تحت ضغوط الأجندات السياسية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى