درعا..بدلاً من معالجة أسباب الأزمة حكومة دمشق تفرض تسويات جديدة على الأهالي

تعيش درعا حالة فلتان أمني وفوضى كبيرة، كانت التسويات والمصالحات التي فرضتها حكومة دمشق منذ عام ألفين وثمانية عشر ، السبب الرئيسي لحدوثها، وبدلاً من معالجة أسباب هذه الفوضى، أعلنت حكومة دمشق فتح مركز تسوية جديد ودعت الأهالي إليه

تشهد مناطق سيطرة حكومة دمشق، وخاصة الجنوبية منها، حالة فلتان أمني كبير مع فوضى انتشار السلاح، وذلك في ظل عدم قدرة السلطات هناك على وضع حد لهذه الأوضاع.

درعا وريفها.. يمكن اعتبارهما من أكثر المناطق السورية التي تشهد فوضى عارمة، كانت التسويات الماضية سبباً كبيراً في خلقها، وفي ظل ما تعيشه المنطقة من حالة فلتان أمني، أعلنت حكومة دمشق يوم الأحد الماضي، افتتاح “مركز تسوية شامل” وقالت إنّه لتسوية أوضاع المسلحين ممن يحملون السلاح الثقيل وغيره، إضافة للمطلوبين للأفرع الأمنية والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية.

المرصد السوري: أكثر من 4 آلاف شخص انضموا للتسويات الجديدة في درعا

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنّ عدد من قاموا بتسوية أوضاعهم خلال أربعة أيام وصل إلى نحو أربعة آلاف شخص.

وتأتي هذه الجولة الجديدة من التسويات، بدلاً من أن تقوم حكومة دمشق بمعالجة الأسباب الحقيقة التي تقف وراء ما تعيشه درعا، واستمرار الفلتان الأمني فيها، وهو ما يدل على تمسكها بالذهنية المركزية ودولة الرجل والحزب الواحد، حيث يعتقد متابعون أنّ هذه التسويات لن تنفع في إرساء الأمن والاستقرار في درعا وغيرها من المناطق، كون أسباب بقاء هذه الحالة لاتزال قائمة.

عشرات التسويات والمصالحات في درعا منذ عام 2018 والفلتان الأمني سيد الموقف

ومنذ ألفين وثمانية عشر وبعد العملية العسكرية لقوات حكومة دمشق بدعم روسي وإيران، خضعت درعا وسكانها لأكثر من عملية تسوية، تم بموجبها تهجير عشرات الآلاف للشمال المحتل، بينما كانت وعود دمشق حينها بتسوية الأوضاع وإخلاء المنطقة من السلاح وعود خادعة، حيث شهدت المنطقة ما تم وصفه “بالعمليات الانتقامية”.

دمشق تنفذ عمليات انتقامية ضد المعارضين وقيادات الفصائل المحلية في درعا

العمليات الانتقامية هذه.. تكللت بحالة فلتان أمني كبير حيث تزايدت عمليات الاغتيال والاعتقال والخطف التي طالت كل من خضع لهذه التسويات، وسط تأكيد من قبل سكان درعا، أنّ حكومة دمشق نفسها تقف وراء عمليات القتل والاغتيالات التي تتعرض لها شخصيات سياسية ومجتمعية وعناصر وقادة من الفصائل المسلحة المحلية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى