روسيا تسعى لإحياء مشروع أنبوب النفط العراقي السوري وسط ترحيب شخصيات من الإطار التنسيقي

أفادت مصادر سياسية في العاصمة العراقية بغداد بأن روسيا تضغط عبر سفارتها، لإحياء ملف أنبوب النفط، الذي يربط الحقول العراقية بميناء بانياس السوري، وهو ما يعني الاستغناء عن أنبوب النفط “الكردستاني”، الذي يصدّر النفط عن طريق ميناء جيهان التركي.

قال مصدر، رفض الكشف عن اسمه لـ”سكاي نيوز عربية”، إن “السفير الروسي لدى بغداد، إلبروس كواتراشين، التقى خلال الأيام الماضية، عددًا من الزعامات السياسية وقادة الكتل، وبحث معهم، آفاق إعادة تأهيل أنبوب النفط، الذي يربط الحقول العراقية بميناء بانياس السوري، ضمن خطة موسكو لتعزيز الجوانب الاقتصادية في المجال السوري”.

وحسب المصدر، فإن “كتلًا سياسية من قوى الإطار التنسيقي، رحّبت بالفكرة، لكنها اشترطت تسهيلات من الجانب السوري، أو المساهمة في عملية إعادة التأهيل”.

وخلال الأيام الماضية، أجرى سفير روسيا لدى بغداد عدة حوارات؛ إذ التقى الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وغيرهما.

وتعتبر روسيا أن إعادة تشغيل هذا الأنبوب سيعود عليهما بأرباح صافية، بنفوذها وامتلاكها جزءًا من هذا الأنبوب، إنما ستكون تحكمت بجزءٍ وافرٍ من صادرات الشرق الأوسط نحو الدول الأوروبية، بعدما استولت على الأنبوب الذي يصدر إنتاج جنوب كردستان-العراق عبر ميناء جيهان التركي، إذ تملك شركة “روزنفت” الروسية نسبة 60 في المائة من الأنبوب.

تأتي تلك المساعي في ظل توجه حكومي، نحو مشروع مد أنبوب البصرة-العقبة، في ظل الحوارات الجارية بين النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بينما تحدث نواب عن قيام مجلس الوزراء قبل أيام بتناول المشروع، وتقدير كلفته بـ9 مليارات دولار.

وتعارض قوى الإطار التنسيقي، والمجاميع المسلحة، هذا المشروع، ضمن سياستها الحادة تجاه الأردن، وتحسبًا من ذهاب النفط العراقي، نحو إسرائيل، وفق خطابها المعتاد، لذلك لجأت إلى تقديم البديل، وهو إحياء خط أنبوب كركوك – بانياس.

هذا وتأسس التصدير العراقي-السوري، الذي يربط شبكة حقول النفط العراقية بميناء بانياس، من قِبل شركة “بريتيش بتروليوم” البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية، واستُعمل لفترات متقطعة تاريخيًّا، تبعًا لشكل العلاقة التي ربطت الأنظمة السياسية الحاكمة في كل من سوريا والعراق.

ومع اندلاع الحرب العراقية-الإيرانية، توقف هذا الأنبوب عن العمل لفترة طويلة، وعاد إلى التشغيل في عام 1997، مع عودة العلاقات بين النّظامين السوري والعراقي آنذاك، لكنها توقفت تمامًا منذ التدخل الأميركي في العراق عام 2003.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى