سياسات الديمقراطي الكردستاني تلوح بخطر ضياع مكتسبات الكرد في جنوب كردستان

وضعت سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني مكتسبات الشعب الكردستاني في جنوب كردستان في وجه تسونامي عاتٍ، في ظل تنامي خطر حقيقي يتمثل في ضياع هذه المكتسبات.

استنشق الشعب في جنوب كردستان نسائم الحرية بعد أعوام من استبداد وطغيان حكم البعث بقيادة صدام حسين، من خلال انتفاضة رانيا في آذار عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين، لتنتقل منها الشرارة إلى السليمانية وهولير ودهوك وباقي المناطق، حتى توّجت بنصر مؤزّر في تحرير مدن جنوب كردستان، وآخرها كركوك في 20 آذار من العام نفسه من قبضة نظام البعث العراقي.

أثمرت هذه الانتفاضة عن كيان ومكتسب يتفاخر ويعتز به جميع الكردستانيون، وعلقوا آمالهم عليه. وفي 1992 تم الإعلان عن برلمان جنوب كردستان في واشنطن.

إلا أن أول قرار صدر عن البرلمان، كان توجيه البيشمركة في جنوب كردستان إلى جانب الدولة التركية المحتلة لمحاربة حركة حرية كردستان، وهذه المرحلة، كانت الانفتاح أمام الاحتلال التركي الفعلي لجنوب كردستان.

ومنذ ذلك الوقت بدأ الاحتلال التركي بإنشاء عشرات القواعد العسكرية الاحتلالية في جنوب كردستان بالتعاون مع الحزب الديمقراطي، كما تحولت مدينة هولير إلى مقر لاستخبارات الاحتلال التركي تنفذ منها الأجندات المعادية للكرد رغم أن زعيم الفاشية التركية هدد أثناء استفتاء 25 أيلول عام ألفين وسبعة عشر، بأن الكرد في العراق سيتضورون جوعاً إذا تم اغلاق الحدود وخطوط النفط بوجههم.

هذا الاستفتاء الذي كلف الكرد بخسارة تسعة واربعين بالمائة من مساحة جنوب كردستان في يوم واحد بعد هروب مسلحي الديمقراطي وسيطرة الحشد الشعبي على مواقعهم خصوصاً مدينة كركوك.

الجيل الجديد من الحزب الديمقراطي الكردستاني، منخرط تماماً مع الاحتلال التركي في شن الهجمات على الكرد في أجزاء كردستان الأربعة.

وبدلاً من التركيز والعمل على الوحدة الكردية وبناء نظام دفاعي مشترك بين كافة القوى الكردية، والتي تكفل حماية مكاسب الكرد، عمّقت سياسة الديمقراطي الكردستاني التحريضية ضد أبناء جلدته، الانقسامات، إذعاناً لسياسات الاحتلال التركي.

ومؤخراً, توسّل رئيس وزراء حكومة إقليم جنوب كردستان مسرور البرزاني، عبر رسالة، بايدن لإسعافه والتدخّل في الأزمة المتفاقمة مع الحكومة المركزية في بغداد، بشأن المخصصات الميزانية ومبيعات النفط والأراضي التي يطالب بها الجانبان، معرباً عن مخاوفه من احتمال انهيار النموذج الفيدرالي.

وهذا ما يؤكد أن تخبط سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني وضعت مكتسبات الشعب الكردستاني في جنوب كردستان في وجه تسونامي عاتٍ، في ظل تنامي خطر حقيقي يتمثل في ضياع هذه المكتسبات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى