صحيفة أمريكية: علاقة الود بين أنقرة وموسكو هي نتيجة خوف أردوغان من بوتين

تشير صحيفة ذا هيل الأمريكية إلى أن تركيا وروسيا ليستا حليفتين وأن خوف أردوغان من الانتقام الروسي يجعله يجازف باتمام صفقة إس أربعمئة على الرغم من التهديد بالخروج من برنامج الطائرة الأمريكية، والعقوبات الاقتصادية التي تلوح في الأفق

قالت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية إن روسيا وتركيا كانتا عدوتين منذ زمن الإمبراطوريات، وحتى في العصر الحديث، ولكن نظراً لخوف أردوغان من بوتين فإنه سيشتري منظومة إس أربعمئة الروسية متحملاً العواقب الوخيمة لهذا القرار في ظل إمكانية فرض العقوبات أمريكياً

ويشير مقال الصحيفة إلى أن التحالف الذي استمر سبعين عاماً بين الولايات المتحدة وتركيا يتجه إلى أكثر فتراته اضطراباً منذ عقود، بعد أن صوّت الكونغرس الأسبوع الماضي على تشريع لمعاقبة أنقرة لقيامها بشراء نظام الصواريخ الروسية مايعني بأن تلك الإجراءات أن تمت ستُعمّق عن غير قصد علاقات أنقرة مع موسكو

ويلفت المقال إلى أن تركيا،وهي عضو رئيسي في حلف الناتو، على استعداد للاستحواذ على نظام روسي مُتطور مُضاد للطائرات مصمم منذ البداية لتعقب وإسقاط مقاتلات الناتو. وهذا أمر لا يمكن تصوره للولايات المتحدة.

فالاجتماعات المتكررة بين أردوغان وبوتين، والعلاقات الدفاعية المتزايدة بين الجانبين، تترك الانطباع بأن أنقرة أصبحت حليفة لموسكو. لكن حقيقة الأمر حسب الصحيفة هي أن أنقرة تشعر بالتهديد من قبل جارتها الضخمة في الشمال

وتلفت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة منعت مطالب تركيا بنقل التكنولوجيا وانتاجها محلياً، مادفع أنقرة إلى إيجاد بدائل غير متوقعة، بما في ذلك نظام صواريخ صيني في عام ألفين وثلاثة عشر، وفي أعقاب محاولة الانقلاب ضد أردوغان، والقصف الجوي للبرلمان التركي حينها ،أصبح بحث أنقرة عن نظام مضاد للطائرات أكثر ضرورة.

وترى الصحيفة أن ذلك سيسعد بوتين لأنه سيبيع الأسلحة لأحد أعضاء الناتو لزرع إسفين في الحلف. ويمكن لموسكو استخدام نظام إس أربعمئة للقيام بجهود لا تقدر بثمن لجمع المعلومات الاستخبارية ضد طائرات إف خمسة وثلاثين الأمريكية

وعلى الرغم من التهديد بالخروج من برنامج الطائرة الأمريكية، والعقوبات الاقتصادية التي تلوح في الأفق في خضم الركود في الداخل التركي، والعرض الأمريكي البديل الواضح لصواريخ باتريوت القابلة للتشغيل من قبل الناتو، من المحتمل أن يمضي أردوغان في صفقة الصواريخ الروسية.

لأن الروس وحسب المقال يملكون أكثر من ورقة للضغط عليه فالتصعيد على إدلب التي يسيطر عليها مرتزقة أنقرة، والتي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة، يمكن أن تؤدي إلى موجة هائلة من اللاجئين نحو تركيا، وبالتالي سيواجه أردوغان تياراً من التكفيريين من هذه المحافظة،

وترى الصحيفة أنه يمكن أن تدعم موسكو الكرد السوريين لشن حملة ضد حلفاء أنقرة في الداخل السوري ولذلك، تركيا وروسيا ليستا حلفاء أو أصدقاء. المخاوف الأمنية لأردوغان، وعدم ثقة الغرب، وعدم قدرته على تأمين الصواريخ الأمريكية الصنع، تركته يبحث عن بديل. ومن غير المرجح أن يتخلى أردوغان عن الصواريخ الروسية لأنه يخشى انتقام بوتين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى