عام على الزلزال المدمر..ناجون ينتظرون وعود الإعمار

مع حلول الذكرى السنوية الأولى للزالزال المدمر الذي ضرب أجزاء من سوريا وشمال كردستان وتركيا، لا زال الوضع على حاله في المناطق المدمرة، حيث يواجه العلويون تمييزاً مضاعفاً من قبل سلطات الفاشية التركية التي كثفت من بناء المستوطنات في الشمال السوري مستغلة الزلزال.

تحيي أجزاء من سوريا، وشمال كردستان وتركيا غداً الذكرى السنوية الأولى للزلزال المدمر الذي قضى فيه أكثر من واحد وستين ألف شخص، وخلّف دماراً هائلاً، وخسائر اقتصادية كبيرة، ووُصف بأنه من بين أكثر عشر كوارث حصداً للأرواح خلال آخر مئة عام.

الاحتلال التركي ومرتزقته يستغلون الزلزال لاستكمال التغيير الديموغرافي بالمناطق المحتلة

في سوريا، كانت أضرار زلزال السادس من شباط أكبر في المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها وخصوصاً مقاطعة عفرين المحتلة، ولكن لم يتغير الحال أبداً، فالمنازل المدمرة ظلت مدمرة، والمساعدات الأممية التي أرسلت استولى عليها الاحتلال التركي ومرتزقته.

وبدلاً من إعادة إعمار الأبنية المتضررة، منع الاحتلال الاحتلال التركي عودة الأهالي إلى منازلهم وإعادة إعمارها، وكثف عمليات بناء المستوطنات، حيث بنى أكثر من عشرين مستوطنة منذ وقوع الزلزال، من أصل نحو خمسين بناها في عفرين منذ احتلالها في آذار ألفين وثمانية عشر.

بعد عام..المكان على حاله في شمال كردستان وتركيا وكأن الزمن لم يمر

وفي شمال كردستان وتركيا، وبعد عام من الزلزال يفاجأ الزائر بأن المكان ما زال على حاله، وكأن الزمن لم يمر من هنا إلا لجهة انتشار تجمعات سكنية من خيام وحاويات يفترض أنها كانت مؤقتة.

وبحسب الإعلان الرسمي الصادر عن سلطات الفاشية التركية في تشرين الثاني ألفين وثلاثة وعشرين، تقيم أكثر من خمسين ألف أسرة في مئة وخمس وسبعين “بلدة حاويات” منتشرة في جميع أنحاء مدينة أنطاكيا وحدها.

تمييز مضاعف تجاه أبناء الطائفة العلوية

كما لا تزال المتضررات من الزلزال في هذه المدينة غير قادرات على الحصول على حقوقهن مثل الحق في الرعاية الصحية والمياه النظيفة والمأوى، وذلك بسبب هويتهن العلوية.

وفي السياق، تقول إيلكاي أصلان التي تعيش في غرفة مسبقة الصنع مع والدتها، أنه لم يكن هناك حل لأي من مشاكلها لمدة عام بعد الزلزال، مضيفةً في حديث لوكالة أنباء المرأة: “لقد تُركنا وحدنا، منسيين. لا يوجد تحسن في المدينة”.

وعادت بذاكرتها إلى الوراء حين حصول الزلزال، وقالت إن الناس ساعدوهم حينها وانتشلوا الجثث، وأضافت: “لقد بحثنا عن خيمة لعدة أشهر، لكننا لم نتمكن حتى من العثور عليها. لذا لففنا غلافاً بلاستيكياً حول زهرة الكاميليا وعشنا هكذا مع ثلاثين شخصاً”.

وأكدت أنها تعيش الآن مع والدتها في غرفة باردة جداً، وتابعت: “نريد أن نعيش في منزل. ولكنهم-أي سلطات الفاشية-لا يعطوننا إذن التخطيط وليس من الواضح ماذا سيفعلون من أجلنا”، مؤكدةً أن سلطات الفاشية التركية تركت العلويين لوحدهم دون مساعدة في استمرار للسياسة التي اتبعتها دوماً بحق العلويين على مر عقود من الزمن.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى