عبدالله أوجلان: المؤامرة ضدي مستمرة حتى في الميدان القانوني لإبادة الكرد ثقافياً في شخصي

يوكّد القائد أوجلان في مرافعته “مانيفستو الحضارة الديمقراطية” على أن المؤامرة التي قامت بها غلاديو أي الجناح الخفي لناتو،لا تزال مستمرة ،وأن كافة الاختراقات والانتهاكات للحقوق والقوانين تأتي في إطار الصفقات التي أبرمتها المفوضية الأوربية لحقوق الإنسان مع الاحتلال التركي.

أن محاكمتي في جزيرة إمرالي، قد فرض إجراؤها من حيث المضمون على يد الجمهورية التركية،أي أنها ليست محاكمة متحققة بقوة الدولة التركية ودور النخبة السلطوية التركية فيها لا يتعدى دور الدمية أو الوسيط الفرعي، وصياغة حقيقته صياغة صحيحة، أمر يتمتع بأهمية كبرى، وذلك لأنه يود الإصرار على عدم رؤية أو الاعتراف بالألاعيب القانونية والقمع السلطوي المطبق علي

فحتى موضوع مثل اعتقالي، والذي هو حصيلة تمشيط مستور إلى آخر حد على يد شبكة غلاديو (الناتو الخفي)، والذي يدلل على اختراق القانون العالمي وقانون الاتحاد الأوروبي علنا؛ تدور المساعي لإنهائه والبت فيه ضدي داخل محكمة حقوق الإنسان الأوروبية أيضا.

أما تواجدي منذ اثنتي عشرة سنة تحت نير وضع أقرب ما يكون إلى الإعدام، والذي لم يطبق على أي محكوم عداي، وهذه المواقف غير العادلة والمنافية للقضاء التركي ولمعايير محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بحد ذاتها؛ هو بمثابة برهان على استمرار المؤامرة الدولية المحبوكة حول الدعوى حتى في الميدان القانوني، وعلى أن شبكة الغلاديو لا تبرح قائمة على مهامها في هذا الشأن.

وهكذا، تدور المساعي لإلباس المؤامرة المستمرة قناعاً قانونياً في سبيل عدم انکشافها في الدعوى المعنية بي ضمن إطار عملية إبادة الكرد ثقافياً.

مرافعتي هذه توضح مدى إجحاف وسفالة مواقف أولئك الذين يظنون أنهم هم فقط- المدنيون جدا، وتشير إلى سلوكهم تجاهي وكأنهم يروضون بربرياً بدائياً، بل والأشنع من ذلك هو ثقتهم بقدرتهم على ترويض شعب بأكمله، أي الشعب الكردي، متمثلا في شخصيتي.

لا تقتصر مرافعتي على ذلك فحسب، بل إنها تسقط في الوقت نفسه القناع عن الوجه الحقيقي لأصحاب النظام القائم المنحطين إلى آخر درجة، والذين يقومون بممارسات لا تندرج في أي معايير أخلاقية للإنسانية. فهدفي هو ليس تسليط الضوء على وجه واحد فقط، إنما على ألف وجه؛ بل قل على وقاحة عديمي الوجه والحياء.

من المؤكد أن مرافعاتي ستمهد السبيل أمام تأثير عميق للغاية، تعبر من خلالها الثقافات العريقة الأهله في كافة أرجاء الشرق الأوسط، وعلى رأسها ثقافات بلاد الأناضول وميزوبوتاميا عن نفسها كحقيقة بحد ذاتها، وتصبح حرة على الصعيد السياسي. وكلي إيمان أيضا أن مرافعاتي ستغدو واحدة من اللبنات الرئيسية المعبدة لهذه الثقافات الإنسانية التي تلعب دورا عظيماً في الرقي بالبشرية التي تعد الأسمى معنى من بين موجودات الكون؛ وأنها ستفتح باب الحياة الإنسانية الحقة على مصراعيه للمضي قدما على هذا الدرب المقطوع باسم الحرية والديمقراطية والاشتراكية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى