عشر سنوات على مجزرة باريس الأولى ولا زال الكرد بانتظار تحقيق العدالة

في مثل هذا اليوم عام ألفين وثلاثة عشر، تعرض المركز الكردي للمعلومات في العاصمة الفرنسية باريس، لهجوم استهدف نساء رياديات في حركة حرية كردستان .. ما أدى لاستشهاد ساكينة جانسز، إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني وفيدان دوغان عضوة المؤتمر الوطني الكردستاني وليلى شايلماز عضوة حركة الشبيبة.

مدينة ديرسم في شمال كردستان التي عندما يرد اسمها، يتذكر الكرد جميعاً المجزرة التي ارتكبتها الفاشية التركية فيها عام ألف وتسعمئة وثمانية وثلاثين والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف.

في هذه المدينة وبعد عشرين عاماً فتحت ساكينة جانسز أعينها على الحياة لعائلة كردية علوية، نجا والداها بالصدفة من المجزرة.

ساكينة جانسز.. أيقونة المرأة المناضلة الباحثة عن الحرية

ساكينة المعروفة باسم “سارة” كبرت على قصص المآسي التي تعرضت لها مدينتها، فكانت تكبر ويكبر معها روح الثأر للأطفال، للأمهات والشيوخ الذين قتلوا بدم بارد.

بعد انتقال والدها إلى ألمانيا للعمل، قرر اصطحابها معه، ولكن ساكينة لم تستطع العيش بعيداً عن الوطن لتعود اليه وتبدأ فيه النضال حيث تعرفت هناك على شبان يساريين بقيادة القائد عبد الله أوجلان.

توجهت ساكينة إلى إزمير واعتقلت هناك بعد مشاركتها في فعالية لأنّها رفعت لافتة كتب عليها “الحرية للكرد”.

بعدها عادت إلى كردستان وسيّرت النضال في جولك وآل عزيز ثم شاركت في المؤتمر التأسيسي لحزب العمال الكردستاني في السابع والعشرين من تشرين الثاني عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين كممثلة عن المرأة.

بعد انقلاب الثاني عشر من أيلول عام ألف وتسعمئة وثمانين اعتقلت ساكينة جانسز مع اثنين من رفاقها، ونقلت إلى سجن ملطيا، ومن ثم سجن آمد حيث كان بانتظارها أسد أوكتاي الضابط المكلف بكسر إرادة كوادر حزب العمال الكردستاني في السجن، ولكن رغم جميع أساليب التعذيب التي مارسها إلا أنّه لم يستطع كسر إرادة ساكينة لتصبح مثالاً للمرأة ذات الإرادة الفولاذية.

ولأنّها قادت مقاومة السجون مع مظلوم دوغان وكمال بير وخيري دورموش والقادة الآخرين، قررت الفاشية نقلها إلى سجني إسكيشير وجناق قلعة. وبعد عشر سنوات من السجن تم الإفراج عنها، فتوجهت إلى سهل البقاع للالتقاء بالقائد عبد الله أوجلان، ومن ثم توجهت إلى جبال كردستان.

في عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين انتقلت إلى أوروبا لتسيير النشاط الدبلوماسي لحركة الحرية، فخصصت كل وقتها لعقد الصداقات وتعليم وقيادة النساء ولذلك اعتقلتها السلطات الفرنسية عام ألفين وسبعة لمدة شهر ونصف في سجن دامتور.

رغم مرور 10 سنوات إلا أن مرتكبي مجزرة باريس لم يتم محاسبتهم

وعلى الرغم من أنّ قوات الدفاع الشعبي قبضت على ضابط لاستخبارات الفاشية التركية في جنوب كردستان عام ألفين وسبعة عشر واعترف بأنّ المجزرة من تخطيطهم إلا أنّ الحكومة الفرنسية والدول الأوروبية لم تحرك ساكناً رغم تلك الأدلة.

والآن مع مرور عشر سنوات على المجزرة، إلا أنّه لم يتم محاسبة الفاشية التركية وهذا ما فتح الطريق أمامها لارتكاب مجزرة باريس الثانية في الثالث والعشرين من كانون الأول عام ألفين واثنين وعشرين .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى