على مر 27 عاماً..سياسيات الحزب الديمقراطي الكردستاني وخياناته قهرت الشعب الكردي

تاريخ الحزب الديمقراطي الكردستاني مليء بالخيانة ، إذ يعتبر يوم 31 آب يوما مشؤوما أضافه الشعب الكردي إلى الخيانات التي تعرض له في مجرى التاريخ ، حيث فتح الحزب الديمقراطي الكردستاني الباب أمام جلادي الكرد للقضاء عليهم.

عقب انتهاء حرب الخليج 1991، وانتفاضة الكرد في جنوب كردستان ضد حكم حزب البعث، فرض مجلس الأمن الدولي حظراً جوياَ على جنوب كردستان، وجرت انتخابات برلمانية 1992 في مدينة هولير، حيث تقاسم الحزبان الرئيسان الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البرزاني و الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الزعيم الكردي الراحل مام جلال طالباني مقاعد البرلمان بالتساوي.

السلام المنشود بين القطبين الكرديين سرعان ما تحوّل إلى خلافات بسبب الصراع على السلطة وتقاسم النفوذ والسيطرة على الموارد، وبدأت شرارة الخلافات بعد معارك في منطقة رابرين عام 1993.

حيث طغت المصالح الشخصية والحزبية على الأجندات الوطنية، ودخل الحزبان في معترك احتراب، وتفوّق الاتحاد على الديمقراطي سياسياً وعسكرياً، وحوصر الأخير في بعض القرى الحدودية.

في17 آب 1996، اشتدت المعارك بين الجانبين , وفقد الديمقراطي معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها ولم يعد يسيطر سوى على ثلث مناطق جنوب كردستان.

تبددت خيارات البرزاني بعدما وجد نفسه محاصراً في نطاق جغرافي ضيق، لذلك وجد فسحة للاستنجاد بالذي أراق دماء الكرد، صدام حسين الرئيس العراقي الذي لم يشبع من قتل 182 ألف مواطن كردي، وطلب منه المؤازرة والدعم العسكري لاجتياح مدينة هولير التي كان يسيطر عليها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وبالفعل تم اجتياحها في 31 آب 1996.

استجاب صدام لطلب البرزاني، حيث اجتاحت حشود الجيش العراقي التابع للنظام البعثي، مدججة بالأسلحة الثقيلة والدبابات بالإضافة إلى 30 ألف جندي من قوات الحرس الجمهوري المدرعة مدينة هولير، واستطاع البرزاني بذلك فرض هيمنته على هولير من جديد.

وأضاف الشعب الكردي هذا اليوم إلى الأيام المشؤومة في مجرى التاريخ، ففي مثل هذا اليوم حوّل الديمقراطي الكردستاني مقر البرلمان الكردستاني الذي كان نتاج نضال أكثر من 100 ألف شهيد ومقاومة دامت أكثر من 50 عاماً إلى مقر لحزب البعث.

تكررت هذه النماذج في تاريخنا الحديث، ودفع الإيزيديون ضريبة انسحاب الديمقراطي الكردستاني من شنكال في 3 آب 2014، وترْك أبنائه عرضة للإبادة الجماعية إبان هجوم مرتزقة داعش.

ليس هذا وحسب، إذ يحشد الديمقراطي الكردستاني قواته بين الحين والآخر إلى جانب جيش الاحتلال التركي ويساعده في احتلال والتوغّل في جبال كردستان، من بهدينان وشمال هولير .

اليوم، وبعد 27 عاماً على هذه الأحداث لايزال جل اهتمام الديمقراطي الكردستاني ينصب على المال والجاه والسلطة, دون أن يبالي بأن عدم الحفاظ على المكتسبات التي أراق الكرد دماءهم من أجلها في جنوب كردستان، ومواصلة مساعدة أعداء الشعب الكردي، قد يطيح بمكتسبات الكرد في جنوب كردستان ويتلاشى هذا الحلم إلى الأبد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى