عوائل داعش .. بين الندم والمصير المجهول

تتحمل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا مخاطر وجود عوائل مرتزقة داعش في مخيماتها فيما تتهرب دول أولئك المرتزقة من استلامهم ومحاكمتهم رغم الطلب المتكرر من قبل الإدارة الذاتية

لعل جل من نزح إلى مناطق شمال وشرق سوريا بحثوا عن الأمن والاستقرار, ولكن معظم من نزحوا في الآونة الأخيرة من الجيب الأخير الذي يتحصن فيه مرتزقة داعش هم عبارة عن عوائل مرتزقة داعش وعناصره من مختلف الدول العربية والأوربية والاتحاد السوفيتي, ويستقرون في مخيمات خاصة تديرها الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق وسوريا، ولا سيما بعد التخاذل الدولي عن استعادتهم ومن أهمها مخيم الهول.

أذ ينقسم حالياً مخيم الهول إلى قسمين، إن صح التعبير بين عوائل مناصرة ومؤيدة إلى الآن لمرتزقة داعش تنتظر العودة إلى بلدانها, وعوائل غُرِّرَ بها للانضمام إلى المرتزقة, وبين هذه وتلك يبقى الخطر قائماً على مناطق الشمال السوري بشكل خاص والدول العالمية بشكل عام, نتيجة عدم اكتراث الدول المعنية بمواطنيها ممن انضموا إلى صفوف المرتزقة لإرجاعهم ومحاكمتهم في بلدانهم.

وبعد بدء المرحلة الأخيرة من حملة عاصفة الجزيرة في العاشر من أيلول، وتحرير الآلاف من المدنيين وعوائل المرتزقة، ولتلافي خطر ظهور مرتزقة داعش من جديد, طالبت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كافة الدول التي لديها مرتزقة محتجزون لدى قوات سوريا الديمقراطية باسترجاعهم ومحاكمتهم، أو فتح محكمة دولية معنية بقضايا الإرهاب لمحاسبتهم .

إلا أن هذه الدعوة لم تلقَ آذاناً صائغة لدى تلك الدول بعد، ويستمر وجود هؤلاء المرتزقة في السجون, وتبقى عوائلهم في مخيمات خصصتها الإدارة الذاتية الديمقراطية؛ وسط أجواء أمنية عالية المستوى؛ للحد من فرار بعضها الى المناطق المحررة, أو إلى الدول الإقليمية والمجاورة, ولا يزال الخطر من عودة انتشار هذا الفكر وانتعاشه قائماً، إن لم تتخذ الجهات الدولية المعنية خطوات جادة، أو لم تتحمل مسؤولياتها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى