فلتان أمني وفوضى ممنهجة تخيم على المناطق المحتلة من قبل نظام أردوغان ومرتزقته

يتجدد الاقتتال بين مرتزقة الاحتلال التركي في المناطق المحتلة، وسط فوضى وانفلات أمني وحرب على الغنائم يدفع ثمنها المدنيون، إذ يرى الباحث السوري، أحمد الدرزي، أن لاستخبارات الاحتلال التركي دور في هذا الاقتتال بهدف تهجير السكان الأصليين وتشكيل حزام موالي للنظام التركي.

يخيم على المناطق السورية المحتلة من قبل الفاشية التركية ومرتزقتها فلتان أمني وفوضى ممنهجة تخدم الأجندات الاحتلالية الهادفة لتغيير ديمغرافية المنطقة، إذ باتت حالات الاقتتال بين المرتزقة وممارساتهم للعنف والاعتداء بحق المدنيين شبه روتينية في تلك المناطق، ما يجعلها بعيدة كل البعد عن تسمية أردوغان لها بـ “المنطقة الآمنة”.

وخلال شهر أيار الجاري وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع 4 حالات اقتتال مسلحة ضمن المناطق السورية المحتلة من قبل تركيا تسببت بمقتل وإصابة 30 شخصاً.

الباحث أحمد الدرزي: مجموعات الارتزاق لا تمتلك هوية وطنية أو عقائدية أو حتى دينية

وتعليقاً على ذلك، قال الباحث السوري، الدكتور أحمد الدرزي أن مجموعات الارتزاق هذه ارتكزت إلى قاع المجتمع السوري وهي لا تمتلك هوية وطنية أو هوية عقائدية، أو حتى هوية دينية محددة والدوافع التي تسيطر عليها في عملية التزامها مع الاحتلال التركي هي دوافع ذات بعد ارتزاقي وليس ذات بعد إيديولوجي عقائدي.

وأكد الدرزي أن هذه المجموعات تتعاطى مع بعضها البعض على بقعة الأرض التي تسيطر عليها من موقع الغنيمة التي يجب افتراسها فهي تتكالب كالضباع على الفرائس، وعليه فلا يمكن أن ترتبط بأي قانون أخلاقي أو حتى قانون عام لأن بنيتها ارتزاقية وليست عقائدية أو أيديولوجية أو وطنية.

أحمد الدرزي: استخبارات الاحتلال التركي لها يدٌ في الاقتتال بهدف دفع من تبقى من السكان الأصليين للتهجير

وعن دوافع الاقتتال بين المجموعات المرتزقة، تطرق الدرزي إلى دور الاستخبارات التركية في ذلك؛ لأسباب تتعلق بمن بقي من السكان في هذه المناطق بدفعهم للرحيل عنها وإحلال مجموعات سكانية أخرى مكانهم.

وتابع الدرزي أنه عندما تتقاتل هذه المجموعات المرتزقة مع بعضها البعض يمكن أن تشكل ضغطاً يتسبب بزعزعة أي استقرار في المنطقة بما يبيح لجيش الاحتلال التركي المتواجد حقيقة من خلال هؤلاء بالتدخل بشكل مباشر وإظهار نفسه بشكل صريح بحجة ضبط الأمن؛ لتحقيق أطماعه الاحتلالية.

أحمد الدرزي: الاحتلال التركي يسعى إلى توطين حزام سكاني مُوالٍ له ليتم ضمَّهُ فيما بعد

وحول مشروع أردوغان الاستيطاني لتوطين مليون لاجئ سوري في المناطق المحتلة؛ قال الدرزي أن توطين هؤلاء لا يتم في مناطق خالية، بل في مناطق لها سكانها الأصليين، مضيفاً أن هؤلاء السكان لن يجدوا شعوراً بالأمان بوجود عصابات المرتزقة وفي ظل المشروع الاستيطاني.

وأشار الباحث أحمد الدرزي إلى أن هذا سوف يدفعهم إلى الخروج من مناطقهم وبدء عملية التغيير الديمغرافي لتوطين حزام سكاني موال للاحتلال لضمه فيما بعد، كما حصل في لواء أسكندرون.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى