في أواخر عامها التاسع.. حرب الوكلاء في سوريا تحول إلى مواجهة بين الأصلاء

اقتربت الأزمة السورية من طي عامها التاسع مع تصاعد التدخلات الخارجية وتحويل الحرب بالوكالة إلى حرب مباشرة بين القوى الداعمة لأطراف النزاع دون وجود أي بادرة لإنهاء هذا الصراع.

مع بدء ربيع الشعوب في المنطقة عام ألفين وعشرة، تأثرت معظم البلدان التي كانت سلطاتها تُحكِم على أنفاس شعوبها ، فبدأت الانتفاضة من تونس والتي أشعلها محمد بوعزيزي بإضرام النار بجسده، ما أدى إلى موجة عارمة من الاحتجاجات في مختلف أنحاء تونس لتنتشر بعدها إلى مصر، ليبيا، واليمن.

وكان لسوريا نصيب من هذا الربيع، إذ كانت محافظة درعا أول منطقة بدأت فيها الحراك وجاءت جمعة الكرامة في الثامن عشر من آذار/مارس ألفين وأحد عشر بمثابة الشرارة الأولى والأهم للحراك الشعبي ضد النظام التي شهدت مدنها تظاهرات عارمة بعد أن كتب أطفال على الجدران عبارات طالبوا فيها بإسقاط النظام.

دخل الحراك السوري مرحلة جديدة تلوح بالدموية، بعد أن أصبحت البلاد مسرحاً للصراع العسكري والسياسي وتصفية الحسابات بين القوى العالمية والإقليمية.

فتركيا هي أولى الدول التي تدخلت في سوريا مع حدوث انشقاقات في صفوف قوات النظام ، إذ دربت بعض المنشقين على أراضيها ليتشكل ما يسمى “الجيش السوري الحر” تحت رعاية الاستخبارات العسكرية التركية.

وفي تموز/يوليو ألفين وأحد عشر بدأت تركيا بتقديم الدعم والسلاح لهم بالاشتراك قطر.

وكان الدور التركي هو الأوضح في سوريا حيث فتحت الحدود على مصراعيها أمام آلاف المرتزقة الأجانب إلى الداخل السوري

ومع التدخل الإيراني في دعم النظام في سوريا، دخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة، وفي البداية اقتصر دعمها على تقديم أدوات غير قتالية من أطعمة وعربات النقل، ولاحقاً دربت الاستخبارات الأمريكية مجموعات مسلحة مما تسمى المعارضة السورية داخل الأراضي التركية.

ونتيجة لتوسع هجمات داعش في سوريا، وقيامه بإعدام رهائن أمريكيين، بدأت الولايات المتحدة تحشد دولاً مختلفة للمشاركة شن ضربات جوية ضد داعش عبر تحالف دولي تقوده هي وذلك في عام ألفين وأربعة عشر.

وفي شهر أيلول/سبتمبر ألفين وخمسة عشر تدخلت روسيا عسكرياً بشكل مباشر في سوريا، عبر تنفيذ ضربات جوية على مواقع المسلحين، في الوقت الذي كان فيه النظام على حافة الهاوية، حيث تمت محاصرته في العاصمة دمشق.

ودخلت الحرب بالوكالة بين الأطراف التي تدير الأزمة في سوريا بشكل غير مباشر، إلى حرب الأصلاء في نهاية عام ألفين وتسعة عشر وبداية عام ألفين وعشرين حيث شهدت محافظة إدلب ولأول مرة اشتباكات مباشرة بين روسيا وإيران من طرف وتركيا من طرف آخر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى