قمة طهران نقطة لتشابك خيوط المصالح على حساب السوريين وشعوب المنطقة

لا يبدو أن قمة طهران الثلاثية بين بوتين، وأردوغان، ورئيسي، قد أسفرت عن وجهات نظر موحدة بخصوص العملية الاحتلالية التي تنوي الفاشية التركية إطلاقها في شمال وشرق سوريا؛ إلا أن القمة تشكل التقاء لخيوط مصالح هذه الدول في العديد من الملفات.

اعتبرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن لقاء طهران الثلاثي الذي يأتي في أعقاب زيارة جو بايدن إلى الشرق الأوسط، والمخصص لسوريا والقضايا الثنائية، هو بمثابة تحد للولايات المتحدة وخطوة إضافية في تعزيز قطب مناهض للغرب، بدأ منذ عدة سنوات ولكن تبلور بسبب الحرب في أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة أن الرؤساء الروسي والتركي والإيراني، على الرغم من خلافاتهم، فإن لديهم مواضيع للتباحث وقضايا للمناقشة بشكل ثلاثي أو منفرد.

بالنسبة للأتراك، يأتي أردوغان إلى طهران للحصول على الضوء الأخضر الذي يحتاجه لبدء عدوانه على شمال وشرق سوريا, وإجهاض المشروع الديمقراطي في المنطقة.

لكن رئيس الفاشية التركية يحتاج إلى استخدام المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا إلى حد كبير، وبالتالي فإنه يأمل في أن يجد في فلاديمير بوتين، أُذناً متعاطفة مع عدوانه.

في المقابل، لديه أشياء ليقدمها، فهو الذي يحافظ على علاقات جيدة مع موسكو وكييف ويسيطر على الوصول إلى البحر الأسود: دور الوسيط في الصراع الأوكراني والسيطرة على إخلاء 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا.

ومضت “لوفيغارو” موضحة أن الإيرانيين، من جانبهم، لطالما أرادوا شراء طائرات مقاتلة وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات من روسيا.

وعلى غرار روسيا، فإنهم يدعمون حكومة بشار الأسد في سوريا، بينما يدعم الأتراك المرتزقة والإرهابيين المنتشرين في الشمال السوري وإدلب على وجه الخصوص.

ولا شك في أن الإيرانيين يريدون الآن الاستفادة من “التّشتت” الذي أحدثته الحرب في أوكرانيا بالنسبة لروسيا، لتعزيز النفوذ الذي يمارسونه في سوريا.

وبالنسبة للروس، تعد القمة مليئة بالرسائل السياسية، إذ تُظهر للغربيين أنه على الرغم من العقوبات، ما يزال بوتين قادرا على تشكيل تحالفات والمشاركة في الاجتماعات الدولية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى