ماذا حصل خلال 29 عاماً من عمر انتفاضة جنوب كردستان؟

يصادف اليوم الذكرى التاسعة والعشرين لانطلاق شرارة الانتفاضة في جنوب كردستان ضد النظام البعثي البائد، ومن الثمرات السياسية الواضحة التي جنتها الانتفاضة ,تشكيل البرلمان والحكومة التي أخذت على عاتقها إدارة شؤون الإقليم.

في عام ألف وتسعمئة وستة وثمانين تمكن الاتحاد الوطني الكردستاني من تشكيل جبهة مع الاحزاب الاشتراكي والشيوعي والديمقراطي الكردستاني من تشكيل الجبهة الكردستانية، وفي نهاية العام ضمت مجمل الأحزاب الكردية، بهدف مواجهة النظام البعثي.

وبالتزامن مع بدء الهجوم الدولي على العراق في السابع عشر من شهر كانون الثاني من عام ألف وتسعمئة وواحد وتسعين لاستعادة الكويت بعد احتلالها من قبل الحكومة العراقية آنذاك، بدأت انتفاضة إقليم جنوب كردستان يوم الخامس من شهر آذار من العام نفسه ضد دكتاتورية النظام البعثي من مدينة رانيا، ومن ثم انتقلت إلى باقي مدن وبلدات الإقليم،أسفرت عن تحرير محافظات هولير والسليمانية ودهوك من قبضة النظام البعثي.

ثم واصل أبناء الانتفاضة تقدمهم بخطى متسارعة ليحرروا مدن عدة , على رأسها حلبجة ومخمور وزاخو وجميع أقضية ونواحي إقليم جنوب كردستان، لينتهي بهم المطاف في مدينة كركوك التي تم تحريرها في العشرين من شهر آذار من العام ألف وتسعمئة وواحد وتسعين، لينهوا بذلك المرحلة الأخيرة من الانتفاضة.

ولكن الجيش العراقي عاد بعد أسبوع وفرض سيطرته على كركوك، ثم تمدد الى معظم مناطق جنوب كردستان وبحصيلته نزح الآلاف من المواطنين الكرد الى شرق وشمال كردستان.

إلا أن الشعب انتفض مرة أخرى في تموز وتشرين الأول من العام نفسه، وطرد عناصر النظام من مقاره في المحافظات الكردستانية، وبدأت تدار مؤسسات الدولة فيها من قبل الجبهة الكردستانية التي قررت اجراء الانتخابات في المنطقة.

ولأول مرة أجريت الانتخابات التشريعية في الإقليم بتاريخ التاسع عشر من شهر أيار عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين، كما تم تشكيل البرلمان الذي ضم مئة وخمسة مقاعد (خمسة منها للاقليات) أما باقي المقاعد فقسمت بالمناصفة بين الاتحاد الوطني وحزبي الديمقراطي الكردستانيين.

بعد الانتصار الذي تحقق،استمرت الدول الإقليمية والمركز بغداد فرض ظلالها و تطبيق أجنداها في الإقليم ، فبدأت الخلافات تدب بين حزبي السلطة

وبقي الإقليم على هذا الحال حتى عام سقوط النظام البعثي في ألفين وثلاثة، ليبدأ الطرفان وبدعم خارجي توحيد إدارتهما في إقليم موحد، لكن ملامح الإدارتين لازالت ظاهرة في المؤسسات الادارية والأمنية بين مناطق نفوذهما.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى