مرافعة القائد أوجلان: تمّ إعداد كلّ شيء حسب القضاء عليّ جسديّاً وفي حال الفشل فإنهائي معنويّاً

يؤكّد القائد أوجلان في مرافعته المقدمة لمحكمة حقوق الإنسان الأوربية المسماة “من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية” على مؤامرة الخامس عشر من شباط كانت عميقة ومليئة بالتساؤلات لدرجة تطلب اجتيازها قدرة القيام بمعجزة بحد ذاتها.

يقول القائد عبدالله أوجلان عن ظروف اعتقاله لقد اظهرتْ ظروف مرحلة محاكمة إمرالي حاجة ماسّة ، لبذل جهودٍ تساهم في قطع الطريق أمام العنف الذي نتج عن اعتقالي، والذي تم على شكل مؤامرة ، وعدم إتاحة الفرصة لتحقيق آمال المتآمريين وحلفائهم ،والقيام بما هو صحيح ،للتوجه نحو سلام مشرِّف حتى ولو كان محدّداّ.

لقد كانت المؤامرة بمثابة هدية سقطت من السماء على الشوفينية التي اصابها حسّ هستيري،وتم إعداد اللعبة الرومانية للقرن العشرين ،أي تقديم الضحية للأسد في الحلبة ،وهذا كان عرضاَ للعنف الأعمى الذي لا يمكن الخروج منه ، والذي يتجاوز جميع اهداف حزب العمال الكردستاني، ويتناقض معها.

إنّ إحدى أكبر خيانات القرن ، هي أنّها لازالت تظهر نفسها وكأنّها صديقة ومؤيدة للحرية من جهة ،وتحاول نسيان وإزالة اصحاب المواقف المظلومة والبطل، دون رحمة من جهة ثانية.فكان الميدان سينفتح أمام جميع الخونة والعملاء المتربصين في الكمين.

في الحقيقة كان قد تم إعداد وضبط كلّ شيء حسب موتي وكان الهدف قضاء عليّ جسديّاً على الأرجح ، وإن لم يحدث ذلك فالهدف قضاء عليّ معنويّاً.

لقد كانت المؤامرة عميقة ومليئة بالاستفهامات لدرجة يتطلب إفشالها انطلاقة إنسانية متقدمة جدّاً،لا تقلّ قيمتها عن قيمة القيام بمعجزة.

لم ألعب في أي وقت من الأوقات من أجل البطولة ،كما لم أكن بذاك الشجاع كما يُعتقد،ورغم رغبتي بأن يعرفوني كما أنا ،إلّا أنّي لم أشهد ذلك حتى من أكثر رفاقي المقربيين ،ولكن كان لدي جانب لم أخنه وكنت سأستمر أن أكون ذاك الطفل الذي لا يخون أحلامه ولا أعترف بآلهة الحضارة الدولتية ،ولا انحلّ في مؤسساتها ،ولم أكن سأصبح ربّ أسرة زوجاتها.

ما آمنت بالقدرأبداً،لكن كنت سأنتظرلوحدي في الصليب الحديث للقرن العشرين،والذي صنعته لي قوى القدر في سكون القبور،وكنت أدرك بأن استخدم آخرنبضة لقلبي وآخرجزء من معرفتي لصالح الإنسانية هوفضيلتي ومعناي الجوهريّ،وكنت سأترك الأمورتأخذ مجراها الطبيعي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى