مراقبون: أردوغان في ورطة.. لم يكسب ثقة واشنطن وقد يخسر ثقة موسكو

اعتبر مراقبون أنّ إعلان كييف عن وصول أعداد جديدة من المسيّرات التركية جعل أنقرة شريكة في الحرب بشكل أو بآخر وأنّ هذه الخطوة لن تكسب أردوغان ثقة واشنطن فيما قد يخسر ثقة موسكو التي سترد على ذلك بشكل لا تتوقعه أنقرة.

أثار حديث المسؤولين الأوكرانيين عن اعتمادهم على المسيّرات التركية في مواجهة القوات الروسية تساؤلات عن وقع هذه الأخبار على العلاقة بين رئيس النظام التركي أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي قد يرد على الدور التركي في الحرب بشكل لا تتوقعه أنقرة.

واعتبر مراقبون أن إعلان كييف عن وصول أعداد جديدة من المسيّرات خلال الفترة الماضية يعني أن أنقرة باتت شريكة في الحرب بشكل أو بآخر وهذا سيعني أن علاقتها بروسيا قد تعود إلى حالة البرود التي شهدتها نهاية ألفين وخمسة عشر بعد إسقاط قوات تركية لمقاتلة روسية على الحدود مع سوريا.

وأشار المراقبون إلى أن هذه الخطوة ستزيد من عزلة الرئيس التركي ولن تقرّبه من الأميركيين بما يكفي كما يعتقد خاصة أنه فشل خلال الأشهر الماضية في كسب ثقة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي استمر على نهج سياسة سلفه دونالد ترامب في منع أنقرة من الاشتراك في برنامج المقاتلة أف – 35 بسبب إصراره على شراء منظومة الصواريخ الروسية أس – 400 وتحديه للنظام الداخلي لحلف الناتو.

ويعتقد هؤلاء المراقبون أن أردوغان ليس لديه خطط سوى معاداة الجميع وإطلاق تصريحات ومواقف مثيرة لجلب الأضواء بقطع النظر عمّا سيفضي إليه تصعيده من أضرار على مصالح بلاده وعلاقاتها الخارجية خاصة أنها تعيش وضعا اقتصاديا صعباً لافتين إلى أن الرئيس التركي لديه مشكلة نفسية، وأنه اعتاد أن يكون مركز الحدث، وهو أمر لا يمكنه التخلص منه بالرغم من أنه قاد إلى توترعلاقات تركيا وخسارة فرص استثمارات ومشاريع كبرى.

وكان أردوغان قد سعى خلال بداية الحرب في أوكرانيا لإظهار رغبته في لعب دور الوسيط بزعم أن الطرفين صديقان لبلاده، لكن كشف كييف عن حصولها على مسيّرات تركية جديدة زمن الحرب سيجعل من هذه الوساطة مجرد فرقعة إعلامية.

ولم تعلن تركيا حتى الآن عن أيّ شيء في هذا الخصوص. كما لم يتضح بعد العدد الدقيق للطائرات المسيّرة التي سلمتها تركيا لأوكرانيا، التي هاجمتها روسيا قبل أسبوع. وكانت أوكرانيا اشترت في الماضي مقاتلات مسيّرة تركية، وتسلمت اثنتي عشرة طائرة منها حتى بداية الحرب، ما أثار انزعاج روسيا.

لكن خبراء يقولون إن وجود المسيّرات التركية هذه المرة لن يؤثر على مسار الحرب، وعلى العكس فقد يقود الأمر إلى اهتزاز صورة هذه المسيّرات وإظهار محدودية فاعليتها إذا واجهت إمكانيات متطورة مثل روسيا التي تمتلك بدورها المئات من المسيّرات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى