مستقبل السوريين يُدار في الغرف المغلقة بعيداً عن أعينهم وإرادتهم

أدلى المبعوث الأميركي السابق للملف السوري جيمس جيفري بتصريحات أشار فيها إلى تلاقي المصالح الأمريكية مع مصالح الاحتلال التركي؛ ما يؤكد حجم الصفقات التي يتم عقدها في الغرف المغلقة على حساب السوريين ومستقبل بلادهم.

تدار الأزمة السورية في جوانب كثيرة منها في الغرف المغلقة بين الدول ذات المصالح المشتركة أو المتضاربة على الأراضي السورية؛ بعيداً عن أعين السوريين؛ أصحاب الحق الفعلي في مناقشة مصير بلادهم.

في هذا السياق يأتي حديث المبعوث الأميركي السابق للملف السوري جيمس جيفري لصحيفة “الشرق الأوسط”؛ والذي أشار فيه إلى المصالح الأمريكية على الأراضي السورية, مؤكداً أن إدارة ترمب قدمت في آذار 2019 رؤية سرية للسياسة الأمريكية في سوريا.

رؤية ترمب, وفق جيفري, تتضمن في بعض جوانبها؛ عدم إزاحة الأسد، وإخراج إيران وصواريخها الاستراتيجية، وأمن الاحتلال التركي.

وتتخذ الولايات المتحدة من سوريا ساحة للتفاوض مع روسيا؛ التي قال جيفري إنها “غارقة في المستنقع السوري”.

وفيما يبدوا أنه اتفاق من تحت الطاولة؛ أضاف جيمس جيفري أن إسرائيل لن تتوقف عما تفعله في سوريا، وتركيا لن تنسحب من البلاد، والدول العربية لن تعيد حكومة دمشق إلى الجامعة العربية.

وبالتزامن مع هذه التصريحات, يخرج مندوب حكومة دمشق لدى الأمم المتحدة؛ بسام صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن, بحديث عن جرائم الاحتلال التركي بحق الشعب السوري؛ مضيفاً أنها “تتطلب ردعاً عاجلاً وحازماً من مجلس الأمن”.

ويتناسى الصباغ الصفقات التي مازالت كل من أنقرة ودمشق تعقدها بين الحين والآخر على حساب السوريين؛ وليس آخرها تسليم مناطق عديدة للاحتلال التركي؛ مقابل إطلاق يد حكومة دمشق في أرياف حلب, إضافة للحديث الدائم عن خطوة مقابل خطوة في كل من شمال وشرق سوريا من جهة ومناطق شمال غرب البلاد من جهة أخرى.

ولا ينسى السوريون سماح حكومة دمشق للطيران التركي بالتجول في سماء البلاد, واستهداف المدنيين الآمنين؛ إضافة إلى السكوت عن جرائم تركيا المتلاحقة, وقطعها المياه عن خمسة ملايين سوري في شمال وشرق البلاد.

التصريحات هذه جميعها تؤكد أن المُغيَّب الوحيد عن ساحة ما يجري في سوريا؛ هم السوريون أنفسهم, وسط أحاديث وتسريبات متوالية عن صفقات في الخفاء العلن بين أطراف خارجية وداخلية, لا تصب في مصلحة السوريين والحديث الجاد عن مستقبلهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى