مناطق حكومة دمشق بين الرغبة بالاحتفال بالعيد والعجز على تأمين المستلزمات

يحل عيد الفطر هذا العام بحسرة على العوائل القاطنة في مناطق سيطرة حكومة دمشق، حيث يجد المواطن نفسه منهكاً، محاصراً ما بين رغبته بالاحتفال مع أسرته وأطفاله وبين واقعه الأليم الذي حوّل العيد إلى مناسبة ثقيلة وموجعة نتيجة الغلاء الفاحش، وتدني الأجور الذي حال دون القدرة على تأمين المستلزمات حتى ضمن حدودها الدنيا.

في أخر أيام شهر رمضان المبارك، بدأت الأسواق تزدحم بالمواطنين في المدن الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، وبدأ أصحاب المحالات بعرض بضائعهم بطرق مغرية لعلها تلفت انتباه المارة لشرائها، ورغم كل الازدحام البشري في الشوارع والأسواق، إلا أن المحلات تكاد تكون فارغة من الزبائن.

حالة الركود شديدة، فرغم زيادة المعروضات وتنوعها والتفنن بعرضها، إلا أن الإقبال على الشراء ضعيف جداً، نتيجة الأسعار الصادمة وقلة حيلة المواطنين وعجزهم.

المشهد العام الظاهر في أسواق دمشق ومحالها يوحي ببهجة العيد، لكن في العمق منه هناك مشهد آخر على النقيض تماماً، فالسمة الغالبة على وجوه الناس المزدحمة في الأسواق هي مظاهر البؤس والحرمان والأسى.

فمرتادو الأسواق، على كثرتهم، يكتفون بالنظر إلى واجهات المحال ومعروضاتها دون الجرأة على الاقتراب منها أو شرائها، وفي أحسن الأحوال ربما يرضون غرورهم بالاستفسار عن أسعارها فقط.

وفي ظل ارتفاع الأسعار وتردي الوضع المعيشي لغالبية المواطنين هناك، تلجأ العديد من الأسر إلى أسواق البالة للألبسة المستعملة، ربما تجد فيها ملاذاً ينقذ ما تبقى من أمل، فالأسعار فيها تكون أقل بكثير من أسعار السلع الجديدة.

وفي ظل الرواتب المتدنية التي يتقاضاها المواطنون في مناطق سيطرة حكومة دمشق والتي لا تتجاوز ثلاثمئة ألف ليرة سورية، يبقى المواطن عاجزاً عن شراء ألبسة العيد لأفراد عائلته وخصوصاً الأطفال، فالعيد لا تكتمل بهجته عند الأطفال إلا بارتداء الملابس الجديدة، وقد سُلبت منهم هذه الفرحة.

وكان المجتمع السوري سابقاً يبدأ التحضير للعيد قبل حلوله بأسبوع من خلال إعداد أنواع مختلفة من الحلويات والمعجنات، ولكنها اليوم باتت من الكماليات التي بات غالبية السوريين بعيدين عنها، أما الحلويات والمعجنات الجاهزة فقد أصبحت ضرباً من الخيال ولم يعد بإمكانهم شرائها.

ويقول أصحاب المحال التجارية على اختلاف أنواعها، أن إقبال المواطنين هذا العيد كان قليلاً جداً مقارنةً بالعام الماضي، حيث وصلت نسبة الإقبال هذا العام إلى الربع فقط مقارنة بعيد الفطر الماضي، والتي كانت منخفضة عن نسبة الإقبال في العيد الذي قبله أيضاً، بتراجع سنوي في الإقبال على الشراء.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى