مناوشات متكررة تعكس التنافس الأمريكي الروسي على بسط النفوذ في المنطقة

تتكرر المشاحنات والمناوشات بين القوات الروسية والأمريكية المنتشرة في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تسعى كل منهما إلى بسط نفوذها على المنطقة، لا سيما الطريق الدولي إم فور، ووصلت حدة التنافس بينهما أحياناً إلى المواجهة المباشرة.

تشهد مناطق شمال وشرق سوريا مشاحنات ومناوشات متكررة بين القوات الأمريكية التي أعادت انتشارها في المنطقة، والروسية التي دخلت إليها حديثاً عقب غزو جيش الاحتلال التركي ومرتزقة “الجيش الوطني السوري” للمنطقة.

وأمس الاثنين حلقت مروحيات روسية فوق مدينة “تل تمر” في حين أقلعت مروحيات أميركية من قاعدة “قسرك” لإبعاد نظيرتها الروسية عن المنطقة، حيث لاحقتها حتى أبعدتها عن تلك المنطقة.

فيما التفت عربات روسية على حاجز أميركي مؤلف من عشر عربات، كانت تتمركز لمنع الدوريات الروسية من السير على طريق إم فور الدولي، حيث سلكت طريقاً ترابياً وتجاوزت الحاجز الأميركي لتحلق مروحيات أميركية أطلقت تحذيرات وإشارات دخانية للعربات الروسية قبل أن تعود أدراجها، دون صدام.

مرت احتكاكات أمس دون تهديد بمواجهة مباشرة، كما حدث في التاسع والعشرين من كانون الثاني الماضي، حين خرج رتل للقوات الروسية من مدينة تل تمر باتجاه الحسكة قبل أن تعترضه دورية أميركية كانت بانتظاره قرب قاعدة أميركية، ومنعته من التقدم باتجاه الحسكة، حيث وقعت مشادات كلامية بين تلك القوات تطورت إلى إشهار السلاح، لتدخل قوات سوريا الديمقراطية وسيط حل بينهما

وفي حادثة أخرى توجه رتل روسي إلى قرية الخريطة على طريق الحسكة، لتعترض الرتل قوات أميركية مجبرة إياه على الخروج من القرية، فيما قالت مصادر حينها إن الروس جاؤوا إلى القرية لإنشاء قاعدة عسكرية في إحدى المدارس.

وكانت القوات الروسية استقدمت منظومات صواريخ دفاع جوي متطورة وحديثة، إلى مطار قامشلو، في ظل التوتر المتصاعد مع نظيرتها الأميركية ضمن منطقة شمال وشرق سوريا، في إطار محاولة كل طرف بسط نفوذه على المنطقة، لا سيما أوتوستراد الحسكة – حلب الاستراتيجي.

وتصاعد هذا التوتر في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حيث باتت المنطقة تشهد مشاحنات يومية بين الجانبين، بالإضافة لعرقلة القوات الأميركية مرور آليات روسية من مناطق عدة، حيث انتشرت على مداخل ومخارج بلدة تل تمر الاستراتيجية التي تعد عقدة وصل على الطريق بين الحسكة – قامشلو – حلب، إضافة لانتشارها عند مدخل زركان، فضلاً عن تسييرها دوريات مكثفة على الطريق الدولي إم فور، في محاولة منها لتحجيم الدور الروسي هناك، ومنع استخدام القوات الروسية للأتستراد في المنطقة سوى باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى