من خلال بيع الوهم والإغراءات..ضحية إحدى الشركات الوهمية يشرح كيفية وقوعه في شباك الاحتيال

كشف إحدى ضحايا الشركات الوهمية عن كيفية تعرضه للنصب والاحتيال من قبل شركة توهم الشباب بالثراء ورؤؤس الأموال بعد استدراجهم وتحصيل مبالغ طائلة منهم، في حين تعمل الإدراة الذاتية على التوعية والتحذير من ماهية هذه الشركات.

في وقت تستغل فيه العديد من الجهات الأوضاع المعيشية التي يعاني منها الشعوب التي تحتمت عليها الحروب لسنوات، ظهرت العديد من الأطراف بهيئة شركات أو جمعيات تبيع الوهم للأهالي والمواطنين.

وفي هذا السياق ومن ضمن تلك الشركات، شركة تدعى “كيو نت” التي تأسست في الفلبين واتجهت نحو أهم مقرات المراكز التحارية في العالم، هونغ كونغ، وهي شركة تقدم خدمات التسويق عبر الإنترنت، وغير مرخصة في سوريا وإقليم شمال وشرق سوريا.

وتتلطى هذه الشركة خلف ستار التسويق الشبكي الالكتروني، في بيع مختلف المنتجات التقليدية، وهي محظورة وممنوعة من العمل في الكثير من دول العالم، وتسللت إلى بلدان تشهد حروباً ونزاعات وتجدها ملاذاً آمناً لبيع منتجاتها.

ووقع الكثيرون في إقليم شمال وشرق سوريا في مصيدة شباك هذه الشركة، بعدما طلّت عليهم الشركة بأكاذيبها وحيلها، وباعتهم مغريات وأوهام بالثراء ورؤوس الأموال في وقت قصير باستخدام أساليب ناعمة وهادئة.

ويخفي مندوبو ووكلاء الشركة ماهية عملهم عن الضحية، ولا يصرحون بها، ويقدمون معلومات ضبابية عن عمل الشركة، حتى الإيقاع بالضحية وإقناعه بالانضمام إليهم، واستهداف أقارب وأصدقاء لهم وإقناعهم للعمل في الشركة من خلال إيداع مبلغ مالي لا يقل عن ألفين وخمسمئة دولار، وفي حال افتُضِح أمر المندوب، تهربه الشركة إلى الخارج.

ومن شروط الانضمام إلى الشركة، الخضوع لدورة تدريبية يتم عبر تطبيق أون لاين تمتد إلى شهرين تؤهلهم للعمل، والدورة تكشف ماهية العمل وكيفية تدريب الضحايا الجدد للإيقاع بالآخرين، حيث يطلب منهم تقديم أسماء معارف لهم لدعوتهم للانضمام إلى الشركة، وتلقينهم أساليب الدعوة لإغراق الآخرين أيضاً في شباك هذه الشركة.

ويقول إحدى الضحايا باسمه المستعار فؤاد محمد، الذي وقع في شباك هذه الشركة، بأنه وعن طريق إحدى صديقاته في العمل، دفع مبلغاً مادياً قدره ألفين وخمسمئة دولار أمريكي كشرط للانضمام، والتعرف على وكلاء الشركة وعملائها، شرط إلا يتفوه بأي سر عن العمل لأحد.

وبعدما كشف الضحية عمليات النصب والاحتيال داخل الشركة، رفض استلام المنتوجات وطلب استرداد أمواله، قال لهم أنتم عبارة عن شركة احتيال ولا أريد إن ألحق الضرر بأي شخص.

فؤاد محمد رفع دعوى قضائية إلى مجلس العدالة الاجتماعية في مدينة قامشلو، ضد مندوبي الشركة الذين فرّوا إلى جنوب كردستان قبل أن ينكشف أمرهم.

ويؤكد محمد أن الهدف ليس بيع المنتجات وترويجها، والربح الاحتيالي يأتي من هذه الشركة من خلال ضم شخصين إليها وتلقي مائتين وخمسين دولار مقابل ذلك.

وفي هذا الصدد أكدت النيابة العامة في مجلس العدالة الاجتماعية في مدينة قامشلو في مقاطعة الجزيرة المباشرة بالتحقيقات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى