تشهد أزمة “الاستحواذ” على الإيرادات في جنوب كردستان تصعيداً في الاتهامات بين القوى الحاكمة، في ظل تفاقم أزمة المرتبات والإضرابات وشح الأدوية في السليمانية، فيما لوّح قطب رئيس في الحكومة باللجوء إلى خيار الاتفاق مع بغداد “من طرف واحد”، وسط محاذير من اتساع الفجوة بين الحزبين الحاكمين.
يواصل الموظفون في عدد من مؤسسات القطاع العام بالسليمانية في جنوب كردستان إضرابهم عن العمل، في وقت تشهد المحافظة تظاهرات شبه يومية، احتجاجاً على التأخير في دفع المرتبات، والارتفاع غير المسبوق في أسعار الوقود، وشح الأدوية لدى المستشفيات.
ويأتي تأزم الأوضاع في جنوب كردستان على خلفية تفاقم الخلافات بين الحزبين الحاكمين، “الديمقراطي” بزعامة مسعود بارزاني صاحب النفوذ في هولير ودهوك، و”الاتحاد الوطني” بزعامة بافل طالباني المتنفذ في نطاق السليمانية وتوابعها، في ضوء صراعهما الدائر على منصب رئاسة الجمهورية، في وقت امتد الخلاف ليهدد بتأجيل الانتخابات النيابية الكردية المقررة في مطلع (تشرين الأول) المقبل، إثر التقاطعات على قانون ومفوضية الانتخابات.
كتلتا الاتحاد والعدل الكُردستانية تتهمان الديمقراطي بعرقلة إجراء الانتخابات في كردستان
رئيس اللجنة المالية النيابية عن كتلة “الاتحاد” زياد جبار، كشف عن أن “وزير المالية أوات شيخ جناب (عن حركة التغيير) معتكف في البيت، وهناك معلومات بأنه لن يعود إلى أداء مهماته، التي يتولاها بالوكالة حالياً وزير الإعمار دانا عبد الكريم”، مبيّناً أن “صرف المرتبات هو قرار الحكومة وليس الوزارة، والأموال اللازمة للمرتبات متوافرة، والحكومة باستطاعتها البدء بصرفها الآن، لكنها تتنصل من ذلك”، إلا أن الوزير عبد الكريم نفى الادعاءات بكونه يمارس مهمات وزير المالية بالوكالة، واتهم جبار حزب بارزاني “بممارسة الضغوط على السليمانية، وبأن هذا الحزب أيضاً على عرقلة تعديل قانون الانتخابات بغية تأجيل الانتخابات المقبلة” وهذا ما أكدته كتلة العدل الكوردستانية
وكان نائب المدير العام لصحة السليمانية هيرش سليم، أعلن أن حكومة هولير لم ترسل أية أموال منذ (أيلول) من العام الماضي، محذراً من أن “القطاع الصحي في المحافظة مهدد بالانهيار.
إلى ذلك، أكد الناطق باسم المديرية العامة للصحة في المحافظة سامان شيخ لطيف، أن “خمسةً من المستشفيات علّقت خدماتها بالفعل جراء شح في الأدوية والمستلزمات الطبية”.
القيادي في حزب “الاتحاد” بيستون سابورا وايي، قال لوسائل إعلام أن حزب بارزاني يتعمّد خلق أزمات للسليمانية”، وحذر من أن “مواصلتهم في عدم الاتفاق سيؤدي للجلوس مع بغداد، فليس عيباً على حد وصفه في أن نستجدي من أجل مصلحة وكرامة الشعب، وقد يكون هناك اتفاق حتى مع دولة أخرى.
