نظام أردوغان مستمر باستخدام اللاجئين لابتزاز الغرب وتكريس احتلاله للأراضي السورية

يشكل مشروع توطين مليون لاجئ سوري في المناطق المحتلة من الشمال السوري إحدى أخطر المشاريع التي تقودها الدولة الفاشية التركية ضد شعوب المنطقة. هذا المشروع إذا تم تنفيذه سيكون تكريساً للتغيير الديمغرافي وتقسيماً فعلياً لسوريا.

وظفت الدولة الفاشية التركية ملف اللاجئين السوريين في البلاد لتحقيق أهدافها السياسية في سوريا والمنطقة, وعلى الرغم من استخدام أردوغان السوريين في أكثر من مناسبة، وعلى مر أعوام الأزمة السورية، كورقة سياسية ربح منها الكثير، إلا أن إعلانه الأخير فيما يخص توطين أكثر من مليون لاجئ سوري في المناطق السورية التي تحتلها الدولة الفاشية شمال البلاد، يعتبر من أكثر سياسات النظام التركي خطورة، ويرى الكثيرون أن ارتداداتها ستمتد لأعوام طويلة.

النظام التركي عقد اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي بمنع هجرة اللاجئين مقابل منحه دعماً ماليا

فيما أدرك النظام التركي سريعاً أن الأوربيين لا يرغبون برؤية قوافل اللاجئين وهي تدخل الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى، فعقد اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي عام 2016، تنص على إعادة اللاجئين الجدد الذين وصلوا الجزر اليونانية، وعدم السماح لموجات هجرة إلى أوروبا، مقابل أن تمنح هذه الأخيرة الدعم المالي لأنقرة, وفي كانون الأول عام 2020، أعلن الاتحاد الأوروبي اكتمال سداد 6 مليارات يورو لهذا النظام.

أردوغان استخدم ورقة اللاجئين في ملف انضمام تركيا إلى أوروبا ودعم خططه الاحتلالية

لكن القضية بالنسبة للدولة الفاشية التركية لا تتعلق بالمال فقط، فرئيس النظام أردوغان استخدم اللاجئين كورقة ضغط في ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد، كما هدد أكثر من مرة، ورغم وجود الاتفاق، بالسماح للاجئين بالتدفق إلى أوروبا، ما لم تدعم بروكسل خطط الاحتلال التركي بإنشاء ما تسمى بـ “المنطقة الآمنة” شمال سوريا.

وفي أعقاب انتقاد الاتحاد الأوروبي احتلال تركيا مدن سري كانيه وتل أبيض، خرج أردوغان يهدد الاتحاد بفتح الحدود التركية أمام اللاجئين في تشرين الثاني عام 2019، وطالب بمزيد من الدعم الدولي لتنفيذ رؤيته بخصوص اللاجئين.

أكثر ما يخشاه الأوروبيون هو تصاعد التطرف والعمليات الإرهابية داخل المدن الأوروبية

ويدرك الأوروبيون أن سماح نظام أردوغان للاجئين بالعبور إلى أراضي القارة سيصحب معه الكثير من الأزمات على صعد عدة، وأكثر ما يخشاه قادة الاتحاد الأوروبي هو تصاعد التطرف والعمليات الإرهابية داخل المدن الأوروبية، وتمكين قبضة المتشددين، وذلك بعد أن شهدت دول الاتحاد عشرات العمليات الإرهابية.

ومع انعدام أي فرص للحل في سوريا، واحتجاز أردوغان للسوريين في تركيا كرهائن مع عدم السماح لهم بالعودة إلى غير المناطق التي تحتلها تركيا، يبقى اللاجئون خنجراً في خاصرة الأوروبيين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى