وثائق ألمانية تكشف مقابر جماعية سرية أنشأتها الحكومة في دمشق وريفها

كشفت تقارير إعلامية عن جلسة لمحكمة ألمانية، قدم خلالها ناشط سياسي سوري معلومات سرية حول منهجية التعذيب التي كان المعتقلون يتعرضون لها في سجون الحكومة السورية وذلك من خلال وثائق تكشف أربع مواقع جغرافية لمقابر جماعية وزعت في محيط دمشق وريفها. 

بعد فتح ملفات عديدة حول السجون السورية وما يجري فيها، وإصدار قانون قيصر الأمريكي للمعاقبة ، كشفت محكمة ألمانية بالأدلة كيفية تعذيب السلطات السورية للمعتقلين ضمن سجونها، وإنشائها لمقابر جماعية في محيط دمشق لإخفاء جثث القتلى.

أحد المعتقلين السابقين يتحدث لمحكمة ألمانية تفاصيل عن السجون وكيفية تعذيبهم

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير ممثلاً بالناشط الحقوقي مازن درويش أحد المعتقلين في سجون الحكومة السورية، أدلى بشهادته أمام المحاكم الألمانية.

وقبل أشهر، بدأت محكمة كوبلنز الألمانية تحقيقاتها مع ضباط من قوات الحكومة فروا من سوريا إلى ألمانيا لاجئين، إلى أن قدّم درويش شهادته وقام بتسليم المحكمة وثائق مترجمة إلى اللغة الألمانية.

وتضمّنت تلك الوثائق التي حصلت عليها محكمة كوبلنز الألمانية، معلومات وتفاصيل عما كان يحدث في أقبية السجون الحكومية وماهية الأماكن نفسها و أبرزها:

الهيكلية، التي تقوم عليها السجون التابعة للحكومة، حيث تقسم لقسمين أولهما غرف السجن، وأخرى تكون بشكل سري، وهي أماكن يتم التحقيق مع الذين كانوا يخرجون في مظاهرات ضد الحكومة، هذه السجون كانت تنتشر في الزبداني والضمير والنبك ودوما بريف دمشق.

وحسب المصادر فإن الهدف الرئيس من شرح الهيكلية الإدارية لتلك الأفرع التي تسمى “بفرع الخطيب”، هي الوصول للجاني وتوسيع دائرة المشتبه بهم، لتتضمن: المسؤول عن القرار أولاً، والآمر بالتنفيذ ثانياً، وأخيراً منفذ القرار.

الوثائق المسربة وثقت وفاة معتقلين قبل وصولهم للمشافي الحكومية

وتضمنت المعلومات المسربة وثائق من مشفى حرستا العسكري ومشفى الهلال الأحمر، وهي برقيات صادرة منهما إلى فرع الخطيب، تتضمّن حالة ثلاثة أشخاص، وصلوا لهذه المشافي، بعضهم فارق الحياة قبل وصوله، وبعضهم بعد وصوله بمدة وجيزة، ولم تظهر الوثائق حقيقة الوفاة، لكنها أشارت أنها ناتجة عن توقف عضلة القلب.

في الوثائق أيضاً، كُشفت أربع مواقع جغرافية لمقابر جماعية، وزعت في محيط دمشق وريفها ضمن مناطق، نجها، القطيفة، الفرقة الرابعة، ومنطقة الضمير التي تظهر للمرة الأولى كمنطقة مقابر جماعية، كما من بين الوثائق السرية جداول بأسماء معتقلين، قضوا داخل فرع الخطيب.

وفرضت الولايات المتحدة في حزيران الماضي، أول حزمة عقوبات بحق الحكومة السورية، بسبب عشرات الآلاف من الصور التي سربت من قبل عنصر مخابراتي سوري سمي “بالقيصر”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى