وسط صمت دولي .. مئات الشهداء وعشرات آلاف المهجرين جراء جرائم لاتتوقف 

تشهد مناطق شمال وشرق سوريا، منذ سنوات عدة انتهاكات وجرائم للاحتلال التركي ومرتزقته تمثلت في احتلال مناطق عدة وتهجير وقتل آلاف السكان الأصليين في مأساة مازالت مستمرة حتى يومنا هذا من خلال الهجمات المتكررة للاحتلال على ناحية عين عيسى وتل تمر وأخيرا استهداف مدينة تل رفعت مما ادى الى استشهاد ثلاثة مدنيين. 

يتكرر هذه المشهد مئات وربما آلاف المرات ضمن صور ومقاطع فيديو تتحدث عن جزء من معاناة أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته أو تلك المحاذية لها في شمال وشرق سوريا … عشرات التقارير الإعلامية والإخبارية الصادرة عن منظمات إنسانية وحقوقية ووكالات دولية لم تستطع أن تغير من الواقع المأساوي شيئا وسط صمت دولي رهيب وتواطئ للدول الفاعلة في المشهد السوري وفي مقدمتها روسيا.

مجزرة أخرى تضاف إلى سجل الجرائم التركية ولكن هذه المرة كانت على بعد مئات الأمتار فقط من القاعدة الروسية في ناحية تل رفعت بالشهباء، حيث طالت قذائف مدفعية الاحتلال الأحياء السكنية في الناحية والتي تضم الآلاف من مهجري عفرين المحتلة إلى جانب سكانها الأصليين … طفلان وامرأة حصيلة شهداء الاعتداء الأخير بالإضافة إلى تسعة جرحى في دليل آخر على همجية ووحشية الاحتلال التركي ومرتزقته والمترافق مع تواطئ روسي واضح المعالم.

كل ذلك جاء بالتزامن مع استهداف طائرة مسيرة تركية منزلا في قرية مميت على الأطراف الجنوبية لمدينة كوباني مما أسفر عن إصابة مدني بجروح ، كما طال قصف الاحتلال عدة قرى في ناحية عين عيسى ومحاولة تسلل فاشلة لمجموعات المرتزقة تصدت لها قوات سوريا الديمقراطية.

جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته لم تقف عند هذا الحد بل أخذت طابعا آخر تمثل في خلق معاناة كبيرة للسكان الاصليين القاطنين في المناطق المحتلة، عبرت عنها العديد من الشهادات المروعة لعشرات المدنيين في كل من عفرين وسري كانيه وكري سبي / تل أبيض وعشرات القرى التابعة لها، تؤكدها الأرقام الصادرة عن المنظمات والمؤسسات المعنية بتوثيق انتهاكات الاحتلال التركي ومجموعات المرتزقة والتي كشفت عن مئات عمليات القتل تحت التعذيب والخطف والاغتيالات إلى جانب التغيير الديمغرافي القائم على نقل أكثر من أربعمئة ألف مستوطن من عوائل المرتزقة إلى عدد من المدن والقرى المحتلة وتطبيق سياسة التتريك بالإضافة إلى مصادرة ممتلكات المدنيين ونهب المواقع الأثرية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى