​​​​​​​فورين بوليسي: الاقتصاد العالمي لن يعود كما كان قبل كورونا

أكدت مجلة أمريكية أن العالم سيشهد تطورات اقتصادية كبيرة بسبب كورونا، وأن الأزمة التي حلت بكبرى اقتصادات العالم، لم نشهد مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية.

قالت مجلة فورين بوليسي إن العالم سيشهد صدمة اقتصادية نتيجة إجراءات الإغلاق بعد تفشي فيروس كورونا، وأكدت أنه كلما طالت مدة الإغلاق كانت ندوب الاقتصاد أعمق وتأخر الانتعاش.

ووفقاً للمجلة الأمريكية فإنه مع استمرار الإغلاق على مدى الأسابيع السابقة، بات من الواضح أن ما نعيشه اليوم صدمة غير مسبوقة تاريخيًا، ومن المتوقع أن يتقلص الاقتصاد الأمريكي بمقدار الربع.

الأزمة الاقتصادية تضرب أمريكا واليابان والصين والهند وأوروبا

بنهاية شهر آذارالماضي، ارتفعت نسبة البطالة في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من ثلاثة عشر٪، وهو أعلى رقم تم تسجيله منذ الحرب العالمية الثانية، ولم يعد من المستحيل أن تصل نسبة البطالة الإجمالية إلى ثلاثين٪ بحلول الصيف.

ولا تقتصر هذه الصدمة على الولايات المتحدة فحسب، فصحيح أن قيام العديد من الاقتصادات الأوروبية بتخفيف آثار الانكماش الاقتصادي، من خلال دعم العمل المؤقت، قد يقلل من ارتفاع معدل البطالة لديها، لكن انهيار النشاط الاقتصادي لا يمكن إخفاؤه، ومثال ذلك شمال إيطاليا.

كما أنه من المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بنسبة أكبر من الولايات المتحدة، وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حدوث انهيار في جميع المجالات، وقد تكون اليابان هي الأكثر تضررًا، على الرغم من أن الفيروس كان له تأثير معتدل هناك.

في الصين تشير أحدث الأرقام الرسمية إلى أن معدل البطالة بلغ ستة فاصلة اثنتين٪، وهو أعلى رقم منذ بدء التسجيل في التسعينيات.

أما الهند فلم تشهد مثل هذا الوضع الاقتصادي منذ تقسيم البلاد عام ألف وتسعمئة وسبعة وأربعين.

أسوأ أزمة تضرب الاقتصاد بعد الحرب العالمية الثانية

وحسب المجلة الأمريكية فإن التداعيات الاقتصادية لهذه الدراما الهائلة تتحدى الحسابات العادية، وللمرة الأولى منذ بدء وجود سجلات موثوقة للناتج المحلي الإجمالي بعد الحرب العالمية الثانية، فإن اقتصادات الأسواق الناشئة ستتقلص أيضًا، وهذا الانهيار ليس نتيجة أزمة مالية، كما أنه ليس نتيجة مباشرة للوباء، بل هو نتيجة لخيارات سياسية متعمدة، حيث اتضح أن قرار إيقاف الاقتصاد هو أكثر سهولة من تحفيزه, ونحن نشهد أكبر جهد مشترك خاص بالاقتصاد منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما ستظهر آثاره في الأسابيع والأشهر المقبلة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى