أردوغان يثير غضب أستراليا ونيوزيلندا

كشف مقال الرأي الذي نشره أردوغان، في صحيفة واشنطن بوست الأميركية الأربعاء بشأن الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا، مرة أخرى عن شخصية “ذي الوجهين”الملاصقة للرئيس التركي.

فحين أراد أردوغان التوجه للغرب للحديث عن تداعيات وأسباب الهجوم اختار لهجة عقلانية وهادئة أشاد فيها بتعامل رئيسة وزراء نيوزيلندا بعد الاعتداء

بيد أن هذه اللهجة كانت غائبة تماما عن خطاباته الانتخابية طيلة الأيام الماضية التي أعقبت الهجوم، فقد أمعن في استغلال الاعتداء واستخدامه لحشد التأييد عبر خطاب غير عقلاني انحدر فيه إلى مستوى المتطرف، مثيرا عاصفة من الانتقادات.

فبعد ساعات على الهجوم والعالم لم يستفق بعد من هول الصدمة، خرج أردوغان في تجمع انتخابي ليعرض أمام الآلاف شريط الفيديو المروع الذي صوره الإرهابي خلال ارتكاب المجزرة، ورغم مناشدة السلطات النيوزيلندية بعدم نشر اللقطات. إلا أنه أصر على نشره أكثر من مرة خلال تجمعات انتخابية متتالية.

ولم يكتف أردوغان بنشر الفيديو بل عمل أيضا على نشر مقتطفات من بيان الإرهابي وتسييس الهجوم،لذا اعتبر مراقبون أن أردوغان لم يتصرف كرجل دولة حين اختار الرد على بيان المهاجم بنفس اللهجة المتطرفة بل عمل إلى استعادة أحداث تاريخية ليوجه تهديدات مبطنة إلى نيوزيلندا، وأخرج الهجوم من سياق العمل الفردي.

فأثارت هذه التصريحات المثيرة غضب رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الذي وصفها بأنها “متهورة” و”مشينة” و”مسيئة” رافضا “الاعتذارات” التي تم تقديمها، بعد أن كانت بلاده استدعت السفير التركي .

لكن يبدو أن موريسون لم يدرك أن أردوغان لجأ إلى هذا الخطاب المتطرف للاستهلاك المحلي وشد العصب الديني في بلاده، وهو السلاح الذي دأب على استخدامه لتنفيذ أجندته في الداخل ودول الجوار، عبر إظهار نفسه كبطل في حين يسعى إلى تملق الغرب.

هذا ما بدا واضحا في مقال الواشنطن بوست، حيث تبدو اللهجة مغايرة تماما، فقد دعا القادة الغربيين إلى التعلم من “شجاعة وقيادة وإخلاص” رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن و”احتضان المسلمين الذين يعيشون في بلدانهم”.

وتحت عنوان “قاتل نيوزيلندا وداعش من نسيج واحد”، حاول أردوغان لعب دور الناصح عبر استخدام لهجة هادئة، مذكرا الغرب والأوروبيين خاصة، أن تركيا وريثة للدولة العثمانية التي كانت جزءا من “عائلة الأمم الأوروبية على مدار قرون”.

وأردوغان الذي يدعي، في خطاباته للداخل، أنه لا يأبه لانضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، نراه في هذه المقالة يتملق أوروبا لإنهاء مسار هذه العملية المستمرة منذ سنوات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى