منعت سلطات الاحتلال التركي أهالي عفرين الكرد الاحتفال بعيد نوروز هذا العام وشنت مجموعاته المرتزقة حملة مداهمات طالت قرى وبلدات المقاطعة المحتلة واعتقلت العشرات من الشبان الذين كانوا يحتفلون في منازلهم.
للعام الثاني على التوالي، غابت شعلة نوروز عن منطقة عفرين المحتلة، وساد الظلام على ققم جبالها التي كانت تتلئ ليلة نوروز، الذي يصادف 21 من آذار.
حيث منع الاحتلال التركي ومجموعاته المرتزقة، من تبقى من أهالي عفرين الاحتفال بعيدهم القومي، الذي يرمز إلى الحرية والانعتاق من الظلمات.
هذا العام كان غريبا ومختلفا على ساحات عفرين وطرقاتها وجبالها، فلا نيران اوقدت ولا حلقات الدبكة عقدت، عفرين التي كانت تتزين في 21 من آذار بألوان الحياة، بقيت قابعة في الظلمات، ليلة أمس.
لم يسبق لهذه المنطقة الكردية أن اخمدت فيها النيران ليلة نوروز منذ عقود، وحتى في عهد النظام البعثي الذي كان يحاول بشتى الوسائل منع الاحتفال وايقاد النيران، إلا انهم لم ينجحوا في ذلك.
وبعد ثورة 19 من تموز، أخذت احتفالات نوروز طابعا جديدا، في أجواء من الفرح والحرية، حيث كانت جبال عفرين تتدفئ بنيران نوروز، وتصدح قممها بالحرية.
وتزامن نوروز العام الماضي مع موجة هجرة قسرية لمئات الآلاف من سكان عفرين الكرد، بعد احتلالها من قبل الجيش التركي ومجموعاته المرتزقة، مما يسمى بالجيش الوطني الحر، الأقرب إلى كل شيئ إلا الحرية.
مرتزقة الاحتلال يعتقلون عشرات الشبان الذين كانوا يحتفلون في منازلهم
أما هذا العام فقد أصدر الاحتلال التركي متمثلا بمجالسه الاحتلالية، تعميما منع بموجبها الأهالي من الاحتفال بعيد نوروز الذي يمتد تاريخه لآلاف السنيين.
وشنت المجموعات المرتزقة حملة مداهمات في قرى وبلدات المنطقة يوم أمس، اعتقلت العشرات من الأهالي الذين كانوا يحتفلون سرا في غرفهم، أو أمام منازلهم.
وقالت مصادر من داخل عفرين أن الاعتقالات طالت شبان في نواحي راجو شيه جندريسه، والعشرات من القرى الاخرى.
وتحولت هذه المناسبة إلى كابوس في منطقة عفرين، حيث بات الاحتفال بها تهمة يجر صاحبها إلى المعتقالات.
وكان الاحتلال التركي ومرتزقته، قد أقدموا في الثامن عشر من آذار العام الماضي، يوم احتلالهم لمدينة عفرين، أقدموا على تدمير تمثال كاوا الحداد الذي يرمز إلى نوروز والحرية، في رسالة واضحة على نوياهم الحقيقية من احتلال منطقة عفرين الكردية.
