دخلت إيران في توتر جديد مع أمريكا والعراق، على خلفية اتجاه داخل الكونغرس الأمريكي لتزويد قوات البيشمركة في جنوب كردستان بأنظمة دفاع جوي، في إطار دعمها للتعامل مع ضربات الفاشية التركية والنظام الإيراني التي تطال إقليم جنوب كردستان.
رغم تمتع إقليم جنوب كردستان بقدر كبير من الهدوء على مدار الفترات الماضية، إلا أنّه يشهد من وقت لآخر هجمات من قبل النظامين التركي والإيراني، وقد كانت هذه الهجمات موضع خلاف وتوتر كبير بين العراق ودولتي الجوار اللتين تكنان عداءً كبيراً للكرد.
ومؤخراً؛ أقرت لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، تعديل تشريعي يتم بموجبه منح قوات البيشمركة أنظمة للدفاع الجوي، إذ قال عضو الكونغرس الأمريكي الجمهوري “دون بيكون” إنّ التعديل حظي بدعم حزبه والحزب الديمقراطي بأغلبية كبيرة.
فيما لم تصمت إيران كثيرا إزاء هذا التحرك، إذ خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني وانتقد التحرك داخل الكونغرس لتزويد قوات البيشمركة بهذه الأنظمة، قائلاً إنّ على حكومة العراق وكذلك حكومة جنوب كردستان إصدار بيان توضيحي بشأن هذه الصفقة.
ويأتي الموقف الإيراني وسط خلافات بين طهران وبغداد وهولير حول آلية تنفيذ اتفاق بشأن تواجد المعارضة الكردية الإيرانية في جنوب كردستان، إذ يطالب الجانب الإيراني بترحيلها.
في هذا السياق، يقول الدكتور غازي فيصل المحلل السياسي العراقي، إنّ النظام الإيراني لا يتورع عن التهديد بالقصف الصاروخي عندما تنشأ أيّة أزمة، أو ادعاءات من قبل طهران بوجود تهديد للأمن القومي الإيراني ومطالبات مختلفة حول هذا الموضوع.
ويرى المحلل السياسي العراقي أنّ هذا الوضع يجعل “واشنطن” تذهب باتجاه تعزيز القدرات الدفاعية لصد هجمات محتملة وتهديدات في المستقبل على جنوب كردستان، من خلال نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ لضمان أمن المدن والمدنيين والمنشآت الاستراتيجية والحيوية.
ولفت إلى أنّ هذه العملية تتم في ظل وجود اتفاقيات ومعاهدات مباشرة بين البنتاغون وحكومة هولير لتدريب وتجهيز قوات البيشمركة بالأسلحة والقدرات الدفاعية سواء لمواجهة الإرهاب أو لضمان الأمن الدفاعي.
