الاحتلال التركي يدمج المرتزقة في إدلب لإزالة صفة الإرهاب والتطرف عنهم

تخطط تركيا لدمج المجموعات الارهابية مع المجموعات المرتزقة الموالية لها، لإخفاء صفة الارهاب عن إدلب، وسد الطريق أمام محاولات روسيا لتنفيذ عمل عسكري هناك، فيما يرى مراقبون بأن تركيا حاولت ذلك مسبقاً وفشلت، ولا يمكن التفريق بين مرتزقة الجيش الوطني الذين تعتبرهم روسيا وتركيا معتدلون وبين جبهة النصرة وداعش والقاعدة وغيرهم من المتشددين.

يسعى الاحتلال التركي إلى دمج مرتزقة جبهة النصرة أو ما تعرف بهيئة تحرير الشام المصنفة على قوائم الإرهاب مع مجموعات مرتزقة أخرى تابعة له، في خطوة لم تعرف أهدافها الحقيقية بعد.

وحسب مصادر إعلامية فإن التشكيل العسكري الجديد سيكون مزيجا بين جبهة النصرة وما يسمى فصيل فيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية، بالإضافة إلى ألوية وفصائل مرتزقة أخرى تنشط في المنطقة .. علماً أن كلا من تركيا وروسيا تصنف تحرير الشام أو جبهة النصرة على قوائم الإرهاب.

رفض واسع لفكرة سيطرة جبهة النصرة وتنظيم القاعدة على إدلب

الاحتلال التركي يسعى للإبقاء على منطقة إدلب تحت سيطرته وسيطرة المجموعات المرتزقة التابعة له، لكن يبدو أن جبهة النصرة تشكل حجر عثرة أمام المشروع التركي الاستيطاني باعتبارها مصنفة على قوائم الإرهاب عالمياً، ولا بد من استهدافها والقضاء عليها إن كان من قبل روسيا شريكة تركيا أو الولايات المتحدة وحلف الناتو حلفاء أنقرة، فلا أحد يقبل بأن تكون إدلب تحت سيطرة تنظيم القاعدة وداعش وأخواتهما.

محللون يرون أن الخطوة التركية هدفها إغلاق الطريق أمام أي هجوم مرتقب من جانب قوات الحكومة السورية وروسيا على المنطقة ولرسم واقع دائم هناك، أي الإبقاء على الوضع الحالي مستقبلاً لضم المنطقة إلى الأراضي التركية، مع التذكير بمزاعم أنقرة التي تدعي دائماً حرصها على وحدة سوريا.

وتأتي خطوة تشكيل المجلس الجديد مع تصعيدٍ روسي وتهديدات بشن هجوم عسكري، للسيطرة على طريق حلب – اللاذقية المعروف بالإم فور.

الخطة التركية ستفشل ولا يمكن إخفاء جبهة النصرة تحت ظل بقية المرتزقة

وتقول أوساط سياسية محسوبة على المعارضة السورية إن الهدف من تشكيل هذا المجلس هو توحيد الجهود العسكرية وإنهاء الحالة الفصائلية وعزل الشخصيات المصنفة على قوائم الإرهاب، وتحجيم دور المجموعات المصنفة على تلك القوائم كذلك, لأن موسكو تتحجج بها للهجوم على المنطقة .. لكن آخرين يتخوفون من صبغ جميع مجموعات المرتزقة بصبغة “الإرهاب”.

ويرى مراقبون أن أنقرة تسعى لإرضاء روسيا التي تفرض عليها الفصل بين المتشددين والمعتدلين، وهو ما فشلت في تنفيذه لذا لجأت إلى الجمع بينهم. حيث تسعى بذلك إلى محو صورة التشدد عن جبهة النصرة، وإخفاءها ضمن المجموعات المرتزقة التابعة لها، والتي يرى بعض الأطراف أنها معتدلة.

تركيا فشلت سابقاً في إخفاء إيديولوجيا التطرف بين مرتزقة المعارضة السورية

ويبقى الموقف الروسي غامضا من الإجراء التركي، ولم يتضح بعد، إن كانت موسكو ستقبل بذلك أم لا، لكن إن قبلت فهذا يعني جلوس المتطرفين والمصنفين على قوائم الإرهاب على طاولة المفاوضات حول مستقبل سوريا، حسب متابعين.

وكثيراً ما حاول الاحتلال التركي دمج وتجميع وإعادة هيكلة المجموعات المرتزقة، وأخيرا استقر على جمعهم تحت مظلة ما يسمى الجيش الوطني السوري، لكن بالرغم من كل ذلك لم تستطع تركيا إخفاء إيديولوجيتهم المتطرفة والتي لا تختلف عن داعش والقاعدة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى