البرلمان العربي : تركيا تزيد الصراع في ليبيا وتعرقل أي جهود للسلام فيها

وجه رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي رسائل إلى المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة ، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورئيس البرلمان الأوروبي ورئيس برلمان عموم إفريقيا ، ورئيس الجمعية البرلمانية لحلف “الناتو” 

وأكدت الرسائل على رفض وإدانة قرار البرلمان التركي بشأن إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي، ولقرارات مجلس الأمن، وهو ما سيزيد الأوضاع الليبية تعقيداً، ويُسهم في إطالة أمد الصراع، ويُقوض جهود السلام، ويُعرقل الحل السياسي،

وأدان البرلمان العربي جميع صور دعم الميليشيات المسلحة، وتزويدها بالأسلحة، والمعدات، وتسهيل نقل المرتزقة السوريين، مطالباً بنزع سلاح هذه الميليشيات، وداعيا إلى وضع آلية واضحة للمراقبة، وفرض عقوبات ضد الأطراف المُمولة للصراع بالسلاح.

الغياب العربي في سوريا وليبيا 

معظم العرب يدركون أن قرار إبعاد سوريا عن الجامعة العربية لم يكن الاختيار الأفضل

يذكرنا الحديث عن سوريا بأسوأ سنوات اضطراب القرار العربي. ومن المؤكد أن معظم العرب يدركون الآن أن قرار إبعاد سوريا عن الجامعة العربية لم يكن الاختيار الأفضل، وأن تدخلا عربيا فاعلا كان يمكن أن يمنع الكارثة أو يحد من المخاطر، لو وقع فى بداية الأحداث ، وحين كانت المعارضة السلمية والمدنية هى الحاضرة مع النظام، قبل أن تفتح الأبواب أمام الإرهاب وينجر الجميع إلى الكارثة.

الآن وبعد أن حدث ماحدث فى سوريا «وأيضا فى ليبيا» يصبح واضحا أن غياب العرب كان هدفا لأعدائهم، وأن ترك الساحة للقوى الدولية لتتصارع على أرض سوريا كان خطأ مأساويا، من المؤكد أن ترك الساحة السورية فريسة للتدخلات الخارجية ليس في مصلحة لا الدول العربية ولا حتى الغربية، فهناك أطراف عدة استغلت هذا الغياب فروسيا وإيران وتركيا باتوا اليوم من يحددون ويرسمون ملامح المستقبل السوري ناهيك عن أنهم كانوا من الأسباب التي أطالت عمر الأزمة

على سبيل المثال فقد ترك الغياب العربي الساحة العراقية مفتوحة للتغلغل الإيراني وأصبح من الصعب اليوم إخراج إيران من العراق أو حتى تقليل تأثيرها على قراراته السيادية

واليوم تتحرك دول عربية لها وزنها الإقليمي مثل السعودية بشكل مكثف لاستعادة الساحة العراقية من إيران وهذا التحرك يحتاج جهدا كبيرا لقطع الطريق على التغلغل والتمدد الإيراني. وفي سوريا يبدو أن الدول العربية باتت تغير نوعا ما سياستها ، فبداية التقارب العربي مع النظام كان من الإمارات التي أعادت افتتاح سفارتها في دمشق ،

وفيما يخص الملف الليبي أكدت دولة الإمارات العربية عبر موقفها الأخير دعمها لنتائج مؤتمر برلين حول ليبيا، مشددة على أن تهميش الدور العربي مثلما حدث في سوريا “درس قاس لن يتكرر” ،

وأشار وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش ،إلى أنهم يدعمون مؤتمر برلين, موضحا أن حضور مصر والجزائر والإمارات والجامعة العربية ضمان ضروري للسلام والاستقرار في هذا البلد.

ويضاف إلى التحركات العربية الجديدة الإجماع العربي المندد بالغزو التركي الواسع على مناطق شمال شرق سوريا، فأنقرة بتدخلاتها في سوريا اكتسبت عداءات مجانية مع الدول العربية فضلا عن اصطفافها في المحور القطري الإيراني ودعمه لجماعات الإسلام السياسي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى