التطبيع مع الحكومة السورية لا يمكن أن يأتي بحلول للأزمة ويجب تغيير النظام الحاكم

مع الحديث عن عمليات التطبيع والانفتاح على الحكومة السورية تبقى مواقف الدول الغربية رافضة لأية عمليات تطبيع قبل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية .. بينما يرى مراقبون أن أي حل يجب أن يكون في دمشق وليس في مكان آخر، وهو ما تقوله الإدارة الذاتية منذ عشر سنوات.

تغنت وسائل إعلام الحكومة السورية في الفترة الأخيرة بزيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق ولقاءه ببشار الأسد، وكذلك باللقاءات التي جرت بين وفد الحكومة السورية والمسؤولين العرب في الآونة الأخيرة، كما يروجون لعودة دمشق إلى الجامعة العربية.

وتأتي هذه التطورات بعد المبادرة الأردنية التي تهدف إلى حل الأزمة السورية وتغيير سلوك النظام الحاكم في دمشق وخروج القوات الأجنبية من البلاد.

رفض أمريكي غربي لأية عمليات تطبيع مع دمشق قبل التوصل لحلول سياسية للأزمة

وبينما تروج بعض الأطراف للتطبيع مع دمشق وآخرون يصفون هذه الخطوات بالانفتاح العربي على سوريا، تقف بعض القوى العربية مترددة ورافضة للفكرة من أساسها، كما جددت بعض الدول الغربية وكذلك الولايات المتحدة مواقفها الرافضة لأية عمليات تطبيع مع دمشق قبل التوصل لحلول سياسية للأزمة السورية.

وبعد الموقف الاماراتي مباشرة كشفت الولايات المتحدة عن موقفها الرافض لأية تقارب بين دمشق وأي دولة أخرى، كما أكدت واشنطن أنه لا تراجع عن عقوبات قانون قيصر.

لكن اللافت في كل هذه الأحداث أن هذه اللقاءات جرت في دمشق، وهو المكان الذي يتم التعويل عليه للتفاوض بخصوص حل الأزمة السورية، وليس في جنيف وبقية المحافل.

أية عمليات تطبيع أو انفتاح أو مفاوضات بخصوص حل الأزمة يجب أن تكون في دمشق

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومنذ بداية الأزمة السورية عملت على إطلاق حوار داخلي بين السوريين والتفاوض والحل في دمشق، وبالفعل جرت لقاءات بين الإدارة الذاتية والحكومة في دمشق،

كما نظم مجلس سوريا الديمقراطية العشرات من جلسات الحوار وورشات العمل مع المعارضة السورية في الداخل والخارج.

وأمام هذا الواقع تبقى رؤية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هي الأكثر واقعية لأنها منذ البداية عولت على الحل السوري السوري في دمشق , وبعيداً عن التدخلات الخارجية وهو ما تصر عليه حتى اليوم. لكن ذهنية النظام الحاكم في دمشق ترفض التغيير وترغب بالعودة إلى ما قبل عام ألفين وأحد عشر وكأن شيئاً لم يحدث وهذه الذهنية هي التي تعرقل أية حلول منطقية للأزمة السورية.

ويرى مراقبون أن أية عمليات حل أو تطبيع أو انفتاح يجب أن تكون في دمشق بغض النظر عن النظام الذي يحكمها إن كانت الحكومة الحالية أو أية حكومة أخرى، لأن التعويل على الحل الخارجي لا يخدم مصلحة الشعب السوري.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى