الجيولوجي رمضان أحمد: سد أتاتورك أخطر السدود وأحد أسباب الزلزال المدمر

يعتبر سد أتاتورك رابع أكبر سد ركامي في العالم، وأحد أكبر منشآت مشروع جنوب شرق الأناضول الذي يتكون من مجموعة سدود ومحطات توليد ومنشآت ري ويعتبر أحد أسباب الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.

يخفي الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمال كردستان وسوريا خلفه اسباب وايادي بشرية نتيجة ما تقوم به السلطات من محاربة الطبيعة وتمرير سياستها دون اي رادع اخلاقي, إذ أن سد أتاتورك وبحسب الدكتور رمضان حمزة الخبير الجيولوجي والسياسات المائية يقع ضمن مشروع السدود (كاب) التركي وله آثاره السلبية على تركيا نفسها؛ كونه يقع ضمن الحزام الزلزالي الفعال، وأن منطقة المشروع تحتضن فالق الأناضول الكبير باتجاه شرق-غرب وإن إنشاء هذه المجموعة الكبيرة من السدود العملاقة ذات الارتفاعات العالية والسعات الخزنية الهائلة في فترة قصيرة بحدود (40-50) سنة سيؤدي بلا شك إلى اختلال التوازن الطبيعي وزيادة فعالية هذا الفالق الرئيسي والفوالق الأخرى.

المعطيات والمؤشرات تشير بأن تحليلات المخاطر الزلزالية التي أجريت خلال دراسة للدكتور حسن طوسون بعنوان الزلازل والسدود نشر بتاريخ 20 أيار عام 2015 إلى أن سد أتاتورك العمود الفقري؛ لمشروع كاب التركي هو واحد من أكثر السدود الحرجة داخل حوض نهر الفرات.

بينما تشير الدراسة الحديثة التي أجراها المؤلف إلى الشيء الأهم هو الخوف من فعالية صدع ((بوزوفا)) القريب جداً من جسم السد وقد يكون مصدراً للزلازل لأن فالق أو صدع ((بوزوفا)) لديه إمكانات كبيرة لإحداث الزلازل لسد أتاتورك حيث يقع الفالق على بعد 3.0 كم من جسم السد وله اتجاه موازٍ لقمة السد.

يمكن أن ينتج هذا الفالق زلزالاً بقوة 6.5 إلى 7.0 درجة على مقياس ريختر.

لذلك بعد أن أدركت السلطات التركية هذه الوضعية للسد، فإن السد حالياً لا يخزن أكثر من نصف طاقته الخزنية، يضاف إلى ذلك أن أسس السد كلسية قابلة للذوبان بمرور الزمن.

كما إن سد أتاتورك يعاني أيضاً من بعض المشاكل في حالة الثبات ولا يمكنه تلبية معايير التصميم الزلزالي الحالية حيث ازدادت شدة الزلزال في موقع السد ومنطقة الخزان بعد أن تم حجز المياه في خزان السد منذ 30 عاماً، وهذه تسبب أضراراً بليغة بجسم السد وملحقاته، والحالة هذه فإن انهيار أي من هذه السدود ضمن مشروع الكاب سيؤثر بشكل مباشر على السكان والأراضي الزراعية في كل من تركيا نفسها وسوريا والعراق مما يسبب كوارث طبيعية لا تحمد عقباها وخاصة السدود القريبة من الحدود السورية على نهر الفرات والسدود القريبة من الحدود العراقية في حوض نهر دجلة بسبب الطبيعة الطبوغرافية لها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى