الحزام العربي والتتريك.. سياسات حزب البعث والنظام التركي في تهجير سكان المنطقة

يصادف اليوم الذكرى الـرابعة والأربعين لما يعرف بالحزام العربي، الذي طبقه حزب البعث في المناطق الكردية شمال سوريا لتهجير السكان والاستيلاء على أراضيهم، واليوم يكرر النظام التركي السياسة نفسها باحتلاله وتهجيره للسكان الأصليين في المناطق الشمالية المحتلة.

عانى سكان المناطق الشمالية في سوريا من السياسات التي اتبعتها حكومة حزب البعث، من حيث تعريب المناطق الكردية و توطين العائلات التي تسبب بناء سد الطبقة بتشريدها فيها، وشرع الحزب بهذه السياسية في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين بعد أن خطط لها لسنوات.

الحزام شمل المناطق من الحدود التركية إلى العراقية وبمساحة أكثر من 3 ملايين دونم

حزب البعث طرح خطة تغيير التركيبة السكانية في الحسكة، وعين المدعو محمد طلب هلال في عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين محافظاً للحسكة وخلال فترته عملت ما تسمى القيادة القطرية لحزب البعث، على دراسة فكرة الحزام العربي، أثناء تنفيذ الاتحاد السوفييتي حينها مشروع سد الفرات، و قدرت الدراسات أن الحزام العربي بلغت مساحته أكثر من ثلاثة ملايين دونم بطول ثلاثمئة وخمسين كيلو مترا وعرض يتراوح بين عشرة وخمسة عشر كيلو مترا، تمتد من ديرك إلى الحدود الإدارية بين الحسكة والرقة، من الحدود العراقية في الشرق إلى سري كانيه في الغرب.

خطة “الحزام العربي” كانت من بين ما يعرف “بالحركة التصحيحية” في سوريا

وبعد انقلاب آخر داخل حزب البعث، نجح حافظ الأسد في أن يصبح رئيسا لسوريا في عام ألف وتسعمئة وسبعين، وبدأ في تنفيذ الخطة بعدها بثلاثة أعوام. وتم تغيير اسم المشروع رسميا إلى “خطة إنشاء مزارع نموذجية تابعة للدولة في منطقة الجزيرة”.

الحزام العربي كان يهدف لتفريغ المنطقة من السكان الكرد الأصليين

ويصاف اليوم الخميس الـرابع والعشرين من حزيران الذكرى الرابعة والأربعين لتطبيق مشروع الحزم العربي والذي كان يهدف إلى تفريغ الجزيرة من السكان الكرد الأصليين، حيث اغتنم حزب البعث المعروف بقوميته و عدائه للقوميات الأخرى، فرصة بناء سد الفرات ومشروع إعادة توزيع الأراضي الزراعية كي يستولي على أراضي الفلاحين الكرد، وبالفعل تم توطين أكثر من أربعة آلاف أسرة عربية في الشريط الحدودي وتوزيع أكثر من سبعمئة ألف دونم من الأراضي المصادرة عليهم.

المحتل التركي يعاود سياسات حزب البعث في المنطقة عبر تهجير السكان والتغيير الديمغرافي

المناطق نفسها اليوم تتعرض لتهديد تركي واحتلال مساحات واسعة منها، أما الهدف فهو التتريك هذه المرة، فقد استغلت تركيا الأزمة والصراع على السلطة في سوريا و بدأت تتدخل بحجج أمنها القومي و احتلت سبع مدن سورية، وهي تجري اليوم عمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية بحق سكان المنطقة الأصليين وتغييرا عاما بالتركيبة السكانية.

هذه السياسة.. هي السياسة نفسها التي انتهجها حزب البعث قبل عقود لتهجير أبناء المنطقة و صهر القومية الكردية وقمعها بكافة الأشكال والسبل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى