الخروج من القبر إلى الحياة .. قصة ناجٍ من سجون مرتزقة الاحتلال التركي

محمد إبراهيم، اختطف على يد الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين، عام ألفين وثمانية عشر. يقول أنه تعرض خلال أربعة أعوام داخل سجون الاحتلال، لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.. جرمه الوحيد هو أنه كان يدافع عن تراب وطنه ضد المحتلين.

محمد إبراهيم اسم مستعار لمواطن من عفرين، تعرض للاختطاف منذ أن احتلت تركيا مدينة عفرين. أربع سنوات عاشها في أقبية الاحتلال ومرتزقته، عانى فيها الأمرّين. ويقول انه تنقل بين سجني سجو وكفر جنة وجرمه الوحيد كان أنه كردي..

محمد أشار إلى همجية الاحتلال التركي في قصف قرى عفرين منذ الساعة الأولى للهجمات التي بدأت في العشرين من كانون الثاني عام ألفين وثمانية عشر، ولفت أنه أصيب أثناء مشاركته المقاتلين في التصدي لهجمات الاحتلال ومرتزقته، برفقة عدد آخر، وأضاف: “في الليل قصفت طائرة للاحتلال منزلاً كنا نتداوى فيه، ما أدى لاستشهاد جميع من كان معي وإصابتي بجروح خطيرة. جعلتني غير قادر على الحركة. بعد مرور اثنا عشر ساعة تحت الإصابة، عثر عليّ المرتزقة من بين أنقاض المنزل وانهالو عليي بالضرب وكان يتقصدون ضرب مواقع الجروح في جسدي، حتى فقدت وعيي”.

ولعدم قدرتي على الكلام وفقداني الوعي بشكل متكرر تم نقلي إلى المشفى العسكري في المدينة مكثت في المشفى أربعة أيام لتتم إعادتي إلى المقر العسكري وتبدأ جولة جديدة من كافة أشكال التعذيب من الكبل الرباعي والدولاب والكهرباء في الركبتين إلى جانب الشتائم والألفاظ البذيئة ليتم احتجازي في غرفة مظلمة مدة شهر كامل, وبعدها نقلت إلى سجن سجو التابع لمرتزقة الجبهة الشامية قضيت فيه سنة وتسعة أشهر تحت التعذيب والتحقيق.

ويتابع محمد سرد قصته: “بعد مرور عدة أشهر، سمح لنا متزعم سجن سجو بإجراء مكالمة واحدة لمدة دقيقتين، تحدثت وقتها مع أخي أخبرته أنني مخطوف لدى “الجبهة الشامية”، ليُقطع الاتصال مباشرة.

ثم تم نقلي إلى سجن كفر جنة بعد عام ونصف من وجودي في سجن سجو وهناك كان التعذيب النفسي أكثر قسوة من الجسدي عند سماع امرأة كردية تصرخ من شدة التعذيب أو صراخ طفل في الثامنة من عمره يعذب بهدف إعطائهم معلومات عن والديه اللذين كانا يعذبان في الداخل”.

محمد إبراهيم: مقابل مبلغ مليونين ونصف المليون خرجت من عفرين المحتلة

وبعد مرور عامين ونصف على وجودي في سجن كفر جنة تم إطلاق سراحي مع اثنين من رفاقي قمت بالتواصل مع أهلي في الشهباء، وطلبت منهم تأمين مبلغ مليونين ونصف المليون ليرة سورية، لأخرج به من عفرين.

ولا تزال آثار التعذيب واضحة على جسدي، فـركبتي تفتتت، ولا أستطيع المشي أكثر من مئة متر، وعيني تأذت خلال التحقيق، والشظايا تملأ وجهي وظهري”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى